للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الظهور، إلى آخر ما هو موضح بحجة الوقفية. وقد رتب فيها مجلس ذكر وصلوات بعد صلاة الجمعة يستمر إلى آخر الليل، ورتب لذلك شموعا وجرايات مستمرة إلى الآن.

ثم إن ابنه الولى الصالح العارف بالله تعالى الشيخ أحمد الخضيرى هدم بعضها وجددها بأحسن مما كانت عليه، وبعد وفاته دفن بها بجوار قبر والده.

ثم فى سنة ألف ومائة وثمان وثمانين جددها ناظرها سليمان أفندى بن الشيخ عبد الرحمن من نسل الأستاذ الخضيرى، وزاد فيها سعة من الجهة البحرية وجعلها مسجدا جامعا، وأحدث بها المنبر والدكة، ووضع فى حيطانها القيشانى مكتوبا فيه أبيات من بردة المديح، وتاريخ هذه العمارة مكتوب على واجهة باب المسجد فى بيت شعر وهو:

باب الخضيرى لما تبغى عليك به … وأرخن فهو جاه حاضر المدد

ووقف عليها رزقا من الأطيان ورتب لها علوفات مقبوضة، وكذا ابن عمه مصطفى أفندى وقف أوقافا كثيرة للصرف على شعائر المسجد والمجاورين به، وقد انضمت تلك الأطيان لجانب الديوان سوى ثلاثة أفدنة وكسور بناحية طوخ طنبشا.

ورتب له العزيز محمد على باشا بالروزنامجة بدلا عن تلك الأطيان كل شهر مائتين وسمة وثمانين قرشا ديوانيا، وذلك غير مرتب أوقاف سليمان أفندى ومصطفى أفندى وغيرهما، وهو كل شهر مائة وسبعة وخمسون قرشا.

ولم يكن لهذا المسجد مطهرة إلى أن تولى نظره السيد محمد قاسم الخضيرى بعد رجوعه من سفر الشام صحبة سر عسكر الوزير إبراهيم باشا والد الخديو إسماعيل باشا فأجرى به عمارة وأحدث الميضأة والمغطس والحنفية والأخلية على ما هى عليه الآن.

وفى سنة تسع وسبعين ومائتين وألف حصل خلل بالبوائك فهدمها السيد حسن قاسم وهدم الدهليز ليجددها، وكان ناظر الأوقاف يومئذ الأمير راتب باشا الكبير، فمر بتلك الجهة فرأى ذلك فأحضر الحاج محمد صالح سريه المهندس المعمارى وأمره بتكميل بناء هذا المسجد على طرفه، فجدد على ما هو عليه الآن. وهو مسجد عامر مقام الشعائر إلى الغاية وحضرته مستمرة على ما كانت عليه، ويصعد إليه يسلم من حجر مدوّر، وبداخل الباب دهليز بآخره خلوة صغيرة بها نصبة القهوة، وعن يمين الداخل من الجهة الشرقية سلم بعده درج يوصل إلى المطهرة والبئر، فإذا توضأ الشخص يصعد إلى المسجد من سلم آخر يسمى سلم الطهارة، وعن يسار الداخل بالدهليز باب للمسجد يسمى باب الوسط، وبه عشرة أعمدة بعضها من حجر وبعضها من رخام وعليها بوائك من الحجر، وأرضه