قال كترمير: هو بهاء الدين أبو الفضل زهير المكى المصرى القوصى، خدم السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب مذ كان نائبا عن أبيه الملك الكامل، وتبعه فى بلاد المشرق، ولما سجن الملك الصالح بقلعة الكرك، أقام هو بنابلس ليقوم له بالخدمة، ولما أفرج عنه التحق به ودخل معه مصر، وبلغ من الرفعة ما لم يبلغه غيره، وكان صاحب سر، وكان مولده بوادى نخلة قريبا من مكة فى سنة خمسمائة وإحدى وثمانين هجرية، وتربى بقوص فى الصعيد الأعلى، ومات بمصر يوم الأحد الرابع من ذى القعدة سنة ستمائة وستة وخمسين، ودفن ثانى يوم وقت الظهر فى تربته بالقرافة الكبرى بقرب الإمام الشافعى ﵁، وكان جامعا لفنون شتى، وله ديوان مشهور. انتهى.
ومن كلامه:
بنفسى من أسميها بستى … فتنظر لى النحاة بعين مقت
وتزعم أننى قد قلت لحنا … وكيف وإننى لزهير وقتى
ولكن غادة ملكت جهاتى … فلست بلاحن إن قلت ستى
وقد أطال ابن خلكان فى ترجمته، ولم يذكر نسبته إلى قوص، قال: هو أبو الفضل زهير بن محمد بن على بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن منصور بن عاصم المهلبى العتكى، الملقب بهاء الدين الكاتب، من فضلاء عصره، وأحسنهم نظما ونثرا وخطا، ومن أكبرهم مروءة، توجه إلى البلاد الشرقية فى خدمة السلطان الملك