الميرى أو أكثر فكان الجمال يأخذ الأجرتين معا؛ ولذا كانت أهالى قنا والبلاد القريبة منها تكثر من اقتناء الإبل لما فيها من الأرباح.
[(الجديه)]
قرية صغيرة فى آخر بلاد مديرية البحيرة من الجهة البحرية من أعمال بلاد الأرز على الشاطئ الغربى لبحر رشيد فى قبلى رشيد على نحو ساعة، وفى شمال ناحية الشماس والحمايدة بنحو ساعة وربع، وأبنيتها بالآجر وبها جامع، وفى رمالها جملة نخيل وأرض صالحة لزرع نحو البطيخ والشمام وبها كروم عنب وفى أطرافها برك ينبت فيها أسمار الحصر وتكسب أهلها من الزرع من عمل الحصر.
[ترجمة الشيخ حسن الجداوى]
وقد نشأ منها بعض العلماء ففى تاريخ الجبرتى إن منها الفاضل الشهير والعالم الكبير صاحب التحقيقات الشيخ حسن بن غالى الجداوى المالكى الأزهرى، ولد بها سنة ثمان وعشرين ومائة وألف، وقدم الأزهر فتفقه على بلديه شمس الدين محمد الجداوى وعلى أفقه المالكية فى عصره السيد محمد بن السلمونى، وحضر على السيد البليدى والشيخ الصعيدى، وتصدى للتدريس والإفتاء فى حياة شيوخه وألف رسائل وحواشى، وكان له وظيفة الخطابة بجامع مرزة جربجى ببولاق ووظيفة تدريس بالسنانية، وكان ينزل ببلده كل سنة ويجتمع عليه أهل الناحية ويفصلون على يده قضاياهم وأنكحتهم ويؤخرون وقائعهم الحادثة بطول السنة إلى أن يحضر عندهم، ولم يزل على حاله إلى أن توفى فى آخر شهر ذى الحجة من سنة اثنتين ومائتين وألف ودفن عند شيخه محمد الجداوى رحمهما الله تعالى.
[ترجمة الشيخ محمد شنن]
ومنها الشيخ محمد شنن تولى مشيخة الأزهر بعد الشيخ عبد الباقى القلينى وأعقبه فى المشيخة الشيخ إبراهيم بن موسى المالكى المتوفى سنة سبع وثلاثين بعد المائة والألف وهو آخر من تولى مشيخة الأزهر من المالكية، انتهى.