ومن شيوخه فى الفقه الشهاب الصنهاجى، والجمال الأقفهسى، وقاسم بن سعيد العقبانى المغربى، والزين عبادة وغيرهم، وأخذ العربية عن قارئ الهداية، والفرائض عن الشمس العراقى، وأصول الفقه عن القايانى، وحج فى سنة ثلاث وثلاثين، وصحب بعض الخلفاء بمقام البرهان إبراهيم الدسوقى فاختص به ونسب لذلك برهانيا. وبرع فى الفرائض وشارك فى ظواهر العربية وغيرها. وتصدى للتدريس والافتاء وانتفع به الطلبة خصوصا فى/الفرائض، بحيث أخذ عنه جمع من الأكابر، وأملى على مجموع الكلائى شرحا مطولا فيه فوائد، وكذا كتب على الرسالة شرحا، ودرس بالمنكوتمرية والبرقوقية للمالكية وبغيرها، وخطب ببعض الجوامع، وولى مشيخة الصوفية بمسجد علم دار بدرب ابن سنقر بالقرب من باب البرقية، واعتمدت فتياه فى الكف عن قتل سعد الدين بن بكير القبطى، مع قيام قاضى المالكية وغيره فى قتله، لكن بمعاونة العز قاضى الحنابلة حمية لقريبه أبى سهل بن عمار، وعانى تحصيل الكتب، وكان خيرا دينا مأمونا متواضعا متوددا كريما مشار إليه بالصلاح على طريقة السلف-يعقد القاف مشوبة بالكاف-مات فى ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثمانمائة وذلك بمنزله بالقرب من رحبة العيد، ودفن بباب النصر رحمه الله تعالى، انتهى.
[(بنبان)]
قرية من مديرية إسنا، هى رأس قسم على الشاطئ الغربى للنيل بين إسنا وأسوان، وهى إلى أسوان أقرب وتجاهها فى البر الآخر ناحية دراو.
وفى بنبان مساجد عامرة ونخيل كثير، وأغلب أهلها أشراف مشهورون بالجعافرة، لهم كرم وشهامة وفيهم يسار ويقتنون جياد الخيل والإبل.
[ترجمة الشيخ عبد الرحيم المخزومى البنبانى]
وقد نشأ منها من العلماء كما فى الطالع السعيد (١) الشيخ عبد الرحيم بن محمد بن عبد
(١) الطالع السعيد، المرجع السابق، ص ٣١١ وفيه البمبانى بدلا من البنبانى.