للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان محبوبا لدى الدولة الخديوية مألوفا عند جميع ملل النصرانية وغيرها مهيبا عند رجال أمته.

وفى مدته أقام مطرانا خصوصيا لمصر ولم يكن بها من قبل مطران نظرا لوجود مركز البطريرك بها، وأقام على البحيرة والاسكندرية مطرانا وعلى المنوفية مطرانا آخر، وقد كان على الجهتين رئيس واحد من قبل ورسم مطرانا بالقدس وأسقفين بالوجه القبلى بعد وفاة أسلافهم؛ فجملة الرؤساء الذين عينهم ستة.

وفى أيامه أنشئت كنائس للأمة فى مواقع ضرورية جدا بأوامر من الحكومة السنية كمدينة طنتدا والمحمودية وغيرهما، واستمر فى الرئاسة سبع سنين وتسعة أشهر وثمانية عشر يوما مطرانا وبطريركا، وتوفى فى ٢٣ طوبة سنة ١٥٧٧ الموافقة سنة ١٨٦١ وخلا الكرسى بعده سنة واحدة وثلاثة أشهر وسبعة أيام.

[الحادى عشر بعد المائة]

ديمتريوس الثانى كان أولا يدعى ميخائيل رئيس دير القديس مقاريوس ببرية النطرون، انتخب للبطريركية ثم قرر فى ٩ بؤنة سنة ١٥٧٨ الموافقة سنة ١٨٦٢ فى أواخر خديوية المرحوم سعيد باشا، وبعد تقليده زار الجناب الخديوى وذوات الحكومة ثم شرع فى تكميل الكنيسة الكبرى بالأزبكية التى أسسها سلفه حتى تمت على نظامها الحالى، واستمر مديرا لحركات المدارس التى أنشأها سلفه أيضا ومع كونه كان ذاتأن فى المشروعات الأدبية والحركات المادية لا يرى فى نشاطه فى أوائل أمره ما كان يرى من سلفه، لكن توفر له الحظ بتولى الخديوى اسماعيل باشا الذى أمدّه بوافر إحسانه وشمل قومه بجزيل امتنانه إذ أنعم عليه بجملة كثيرة من الأراضى الزراعية للقيام بلوازم مدارسه ولوازم الدار البطريركية، ولم يبرح مرادفا له بصلاته مسعفا له بإصدار أوامره الكريمة مرقيا جملة من قومه الأقباط الأصليين للرتب والخطط الفخيمة، ونشط وبذل الجهد فى تكميل الكنيسة المذكورة وأحسن إدارة المدارس لا سيما وقد ساعدته الحظوظ بأن أنعم عليه من قبل الخديوى المذكور بإجراء امتحان