عود الخليفة من المنحر، فيركب الوزير من القصر بالخلع المذكورة شاقا القاهرة، فإذا خرج من باب زويلة انعطف على يمينه سالكا على الخليج، فيدخل من باب القنطرة إلى دار الوزارة وبذلك انفصال عيد النحر. (انتهى). وقد أطال المقريزى فى وصف ذلك فارجع إليه إن شئت.
[حمام سعيد السعداء]
ثم بعد الدرب الأصفر المتقدم الذكر حمام سعيد السعداء بجوار جامع الخانقاه المعروف بجامع سعيد السعداء، وكان يعرف أولا بحمام الصوفية، أنشأه السلطان صلاح الدين يوسف ابن أيوب لصوفية الخانقاه، وهو عامر إلى اليوم يدخله الرجال والنساء ويعرف بحمام الجمالية.
[جامع الخانقاه]
ثم جامع الخانقاه المعروف بجامع سعيد السعداء، ويعرف أيضا بالخانقاه الصلاحية هو تجاه حارة المبيضة واقع بين حمام الجمالية والقراقول الذى هناك، تحته عدة قبور دفن بها بعض الصوفية، وقد تغير بعض مبانيه الأصلية، وجعل به منبر وخطبة. وكان أصله دارا تعرف بدار سعيد السعداء، وهو الأستاذ قنبر، ويقال عنبر، واسمه بليان ولقبه سعيد السعداء - أحد المحنكين خدام القصر، عتيق الخليفة المستنصر - قتل سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
فلما استبد صلاح الدين يوسف بن أيوب، وغيّر رسوم الدولة الفاطمية عمل هذه الدار برسم الفقراء الصوفية، ووقف عليهم أوقافا، فكانت أول خانقاه عملت بمصر، وعرفت بدويرة الصوفية. وكان سكانها يعرفون بالعلم والصلاح، وكان لهم يوم الجمعة هيئة فاضلة فى خروجهم للصلاة بالجامع الحاكمى.
ولما جدد الأمير يلبغا السالمى الجامع الأقمر، وعمل به منبرا، وأقيمت به الجمعة ألزم صوفية هذه الخانقاه أن يصلوا الجمعة به. فلما زالت أيامه تركوا ذلك ولم يعودوا إلى الاجتماع بالجامع الحاكمى. (انتهى ملخصا من المقريزى): (قلت): وهذا الجامع عامر إلى اليوم، وشعائره مقامة، ويتبعه سبيل متخرب.
وبهذا الشارع أيضا سبيلان: أحدهما وقف السلطان قايتباى أنشأه سنة أربع وثمانين وثمانمائة، والآخر وقف المويلحى أنشأه سنة أربع وعشرين ومائة وألف، وهما عامران الآن بنظر الأوقاف.