للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى غزّه، ثم نقل منها إلى رشيد، ثم ذهب من هناك إلى الصعيد، وأقام بالمنية وتحصّن بها، وجرى ما جرى من توجيه المحاربين إليه وخروج على بيك منفيا، وذهابه إلى قبلى، وانضمامه إلى المترجم ومعاهدته له، وحضوره معه إلى مصر، فركن إليه، وصدق معاهدته له، ولم يخرج عن مزاجه إلى أن غدر به وقتله، وذلك فى سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف، وخرجت عشيرته وأتباعه من مصر على وجوههم. وكان أميرا جليلا مهيبا لين العريكة يميل بطبعه إلى الخير. (انتهى).

(قلت): ويظهر أن هذه الدار صارت تتقلب مع تقلب الحوادث والأيام إلى أن جعلت فى زمن العائلة المحمدية ورشة لعمل الأسلحة وغيرها مثل الكلل والكبسون المصنوع من المواد الكيماوية ذات الرائحة الكريهة المضرة بالسكان التى حولها، فياليت الحكومة تمنع ذلك من داخل البلد، وتجعله فى أحد المحلات الموجودة بجبل الجيوشى فى ظهر القلعة بعيدا عن المساكن وأهلها.

[[جامع لاجين]]

وبشارع مرسينا أيضا جامع لاجين السيفى، بقرب ورشة الأسلحة منقوش على شق بابه فى الحجر: «إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ». (الآية). وعلى شقه الآخر:

«أمر بإنشاء هذا المسجد السلطان الملك الظاهر جقمق فى تاسع شهر شعبان سنة أربع وخمسين وثمانمائة … » وباقى الكتابة مطموس، وبأعلى ذلك مكتوب «محمد جقمق أبو سعيد عز نصره»، وهو مقام الشعائر، وله منارة ومطهرة وبئر، وبداخله ضريح، وله أوقاف قليلة، ونظره للشيخ على سيد أحمد، وشهرته الآن بجامع لاشين السيفى، وقد ذكرناه فى جزء الجوامع من هذا الكتاب.

وبه أيضا ثلاث زوايا: إحداها زاوية عثمان، والثانية زاوية مرسينا التى عرف بها هذا الشارع، بداخلها ضريح يعرف بالشيخ مرسينا، والثالثة تعرف بزاوية الست مريم، لأنها من إنشاء الست مريم زوجة المرحوم حسين باشا كوسة، شعائرها مقامة، وبجوارها سبيل.

وبه ضريحان: أحدهما يعرف بالشيخ نصر الدين، والثانى بالأربعين.

وبه سبيلان: أحدهما بجوار دار المرحوم بهجت باشا من الجهة الشرقية مكتوب عليه تاريخ سنة ست وثلاثين ومائة وألف، والآخر وقف يوسف بيك أنشأه سنة أربع وأربعين وألف، وهو عامر إلى الآن بنظر إبراهيم أفندى جركس.

وحمام يعرف بحمام السيوفى ملك أحمد السيوفى الحمامى، وهو برسم الرجال فقط.