والآن-أعنى سنة ١٨٧٢ ميلادية-بإضافة أهالى القبارى والمكس والمحمودية إليهم يبلغ عددهم ٢٠٠٥٠، وفى وقت جلوس العزيز محمد على باشا، كان عدد الأهالى من سبعمائة ألف نفس إلى ثمانمائة ألف نفس، وعند انتقاله إلى رحمة الله بلغ ذلك ١٠٠٠٠٠ نفس.
مطلب فى الكلام على وصف مدينة إسكندرية
خليج إسكندرية
هذا الخليج كان محاذيا لسور المدينة القبلى، على بعد ٣٠٠ متر منه، وفمه الآن بحرى شرقى فم المحمودية بقدر ألف متر، وكان من داخل المدينة معقودا غير مكشوف.
وترعة المحمودية التى حفرها العزيز محمد على باشا سنة ١٨٢٠ ميلادية كلها محل الخليج ما عدا الفم فإنه فى المينا هو وبعض تعديلات جليلة، وكان على الخليج القديم ثلاث قناطر، بين الحضرة والبلد، وعند حفر المحمودية تهدمت. وكانت القناطر المذكورة على أبعاد متساوية:
الأولى: من جهة البلد فى مواجهة الشارع الموصل لجسر السبع غلوات.
والثانية: فى مقابلة الشارع الموصل لرأس السلسلة.
والثالثة: قبل ناحية بلوزه على بعد ١٤ أستادة، ولا بد أنه كان فى مقابلتها شارع كبير يوصل إلى الميدان الكبير الذى كان خارج البلد فى الجهة الشرقية البحرية، وهو الذى كانت الخلق تجتمع فيه للتفرج على الملاعب المعتادة فى كل خمس سنين، بناء على قول مؤرخى الروم، أو فى كل سنة بناء على أقوال مؤرخى العرب، وهذا الشارع كان يوصل إلى المعبد الذى على البحر ومدينة النصر.
ووجود تلك القناطر وسعة المدينة وكثرة أهلها، يدل على أنه كان فى دائر محيط البحيرة، وبينها وبين الخليج أراض وبساتين كثيرة للنزهة فى جميع أوقات السنة.