ثم إن الباشا ألبس ولده السيد محمدا فروة وقفطانا على الضربخانة، وأبقاه على ما كان عليه والده من خدمة الدولة والالتزام، واستمر على ذلك إلى أن تولى شاه بندر التجار المصرية فى سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف، وصار من أرباب الحل والعقد مثل أبيه، وأنشأ دارا كبيرة ببركة الرطلى، وبستانا فى محل المنازل التى تخربت فى حوادث الفرنسيس، وعمر جامع الحريشى الذى هناك، واشترى دار على أغا يحيى التى بجوار زاوية ابن العربى، وكانت تعرف أولا بدار مصطفى أغا الجراكسة، وجعل بها ساباطا يصل من عليه إلى دار أبيه لأنها فى مقابلتها، وخصها بالحريم، وصارت تعرف بدار المحروقى أيضا، وبقى على حالته مدة، ثم تنازلت شهرته، وقلت حالته، وتمرض أياما ومات، وذلك بعد سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف-رحم الله الجميع.
وهذه الزاوية مقامة الشعائر الإسلامية إلى اليوم، وبها ضريح بجوار قبر المحروقى، يقال له ضريح المرشدى، يعمل له مولد كل عام.
هذا آخر ما تيسر لنا من الكلام على وصف شارع الجودرية بما فيه قديما وحديثا.