للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبوسط حارة العراقى أيضا ضريح يعرف صاحبه بالشيخ محمود، وزاوية تعرف بزاوية الست لالا، كانت متخربة فجدّدها المرحوم عبد الجليل بيك سنة خمس وتسعين ومائتين وألف وهى شرقى منزله، وجعل بها حنفيات، وعمل لها بئر، وأقام شعائرها إلى الآن، ويعمل بها مولد كل سنة للست لالا المدفونة بها.

وبهذا الشارع أيضا جامع الكردى، يصعد إليه بدرج، وبأسفله عدة حواصل، وله مطهرة بجوارها نخيل وأشجار ومئذنته بدورين، وبداخله ضريح يعرف بالشيخ الكردى عليه مقصورة من الخشب، وشعائره مقامة بنظر ديوان الأوقاف، وبه عدة دور كبيرة:

منها دار أحمد باشا صادق، ودار سرور أغا نجاتى ودار حسن أفندى وكيل طلعت باشا، ودار عبد الجليل بيك، كلها بحدائق.

[ترجمة السيد محمد الشهير بمرتضى]

وكان بهذا الشارع تجاه جامع الكردى المذكور دار السيد محمد الشهير بمرتضى، شارح كتاب القاموس، وهو-كما فى الجبرتى-الفقيه المحدث اللغوى النحوى الأصولى الناظم الناثر أبو الفيض السيد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الشهير بمرتضى الحسينى الزبيدى الحنفى. قال الجبرتى: ولد سنة خمس وأربعين ومائة وألف، كما سمعته من لفظه ورأيته بخطه، ثم قال: ونشأ ببلاده وارتحل فى طلب العلم وحج مرارا، ثم وزد إلى مصر فى تاسع صفر سنة سبع وستين ومائة وألف، وسكن بخان الصاغة، وأول من عاشره وأخذ منه السيد على المقدسى الحنفى-من علماء مصر-وحضر دروس أشياخ الوقت كالشيخ أحمد الملوى، والجوهرى، والحفنى، والسيد البليدى، والصعيدى، والمدابغى وغيرهم، وتلقى عنهم وأجازوه، وشهدوا بعلمه وفضله وجودة حفظه، واعتنى بشأنه إسماعيل كتخدا عزبان، ووالاه بره، حتى راج أمره، وترونق حاله، واشتهر ذكره عند الخاص والعام، ولبس الملابس الفاخرة، وركب الخيول المسومة، وسافر إلى الصعيد ثلاث مرات، واجتمع بأكابره وأعيانه وعلمائه، وأكرمه شيخ العرب همام وإسماعيل أبو عبد الله، وأبو على، وأولاد نصير، وأولاد وافى وهادوه وبروه، وكذلك ارتحل إلى الجهات البحرية، مثل دمياط ورشيد والمنصورة وباقى البنادر العظيمة مرارا، حين كانت مزينة بأهلها، عامرة بأكابرها، وأكرمه الجميع، واجتمع بأكابر النواحى وأرباب العلم والسلوك، وتلقى عنهم وأجازوه وأجازهم، وصنف عدة رحلات فى انتقالاته فى البلاد القبلية والبحرية، تحتوى