من الذبح، وعيد صوماريا يعنى الصوم العظيم، وعيد المظلة يستظلون سبعة أيام بقضبان الآس والخلاف.
وتكلم المقريزى أيضا على معتقداتهم وصلواتهم وتزوجهم وغير ذلك فليراجع من شاء.
[فرق قبط مصر وأعيادهم]
وكذا تكلم على قبط مصر فقال: إن النصارى فرق كثيرة، وهى الملكانية، والنسطورية واليعقوبية، والبوزعانية، والمرقولية وهم الرهاويون الذين كانوا بنواحى حران.
وقال: لما دخل المسلمون مصر كانت مشحونة بالنصارى، وكانوا قسمين متباينين فى أجناسهم وعقائدهم، أحدهما أهل الدولة، وكلهم روم من جند صاحب القسطنطينية ملك الروم، ورأيهم وديانتهم الملكية، وكانت عدتهم تزيد على ثلثمائة ألف رومى. والقسم الثانى عامة أهل مصر، ويقال لهم القبط، وأنسابهم مختلطة، لا يكاد يتميز منهم القبطى من الحبشى من النوبى من الإسرائيلى الأصل من غيرهم، وكلهم يعاقبة، فمنهم كتّاب المملكة ومنهم التجار والباعة، ومنهم الأساقفة والقسوس ونحوهم، ومنهم أهل الفلاحة والزرع، ومنهم أهل الخدمة والمهنة، وبينهم وبين الملكية أهل الدولة من العدوان ما يمنع مناكحتهم، ويوجب قتل بعضهم بعضا.
فلما قدم عمرو بن العاص قاتله الروم، وغلبهم، وطلب منه القبط المصالحة، فصالحهم على الجزية، وأقرّهم على ما بأيديهم من الأرض وغيرها، وصاروا عونا للمسلمين على الروم.
وكتب عمرو لبنامين - بطرق اليعاقبة - أمانا فى سنة عشرين من الهجرة، فسّره ذلك، وقدم على عمرو، وجلس على كرسى البطرقية بعد ما غاب عنها ثلاث عشرة سنة، فغلبت اليعاقبة على كنائس مصر ودياراتها، وانفردوا بها دون الملكية.
وبقى الأمر على ذلك، إلى سنة مائة وسبعة هجرية أقام ملك الروم لاون أقسما بطرق الملكية فى الإسكندرية، فمضى بهدية إلى الخليفة هشام بن عبد الملك، فكتب له برد كنائس الملكية إليهم، وكان الملكية أقاموا سبعا وسبعين سنة بغير بطرق.
وفى أثناء ذلك طلب بلاد النوبة أساقفة، فعيّنوا لهم من أساقفة اليعاقبة، فصارت النوبة من ذلك العهد يعاقبة.
وأطال المقريزى القول فى ذلك فقال: إن للنصارى سبع صلوات، وصيامهم خمسون يوما؛ الثانى والأربعون منه عيد الشعانين، وهو اليوم الذى نزل فيه المسيح من الجبل،