ولم يذكر تاريخ موته، وإنما ذكر أن ولادته كانت سنة خمس وثمانمائة.
وفى شرقى سوهاج بجزيرة وسط البحر نزلة صغيرة لجماعة من عرب بنى واصل يقال لهم أولاد أبى محروس، سكنوا هذا المحل بين مدينتى أخميم وسوهاج وبنوا فيه بيوتا عظيمة ومضايف ومسجدين، وغرسوا به نخيلا وأشجارا ووضعوا هناك سواقى يزرعون عليها قصب السكر وأنواع الخضر ويبيعونه فى المدينتين، وهم مشايخ عرب الكتر الساكنين تحت الجبل الشرقى من ربانية أبى ليلى، تحت قرنة جبل الهريدى إلى قرية الحواويش شرقى أخميم، ولهم من حيث المطلوبات الميرية ما للعرب وعليهم ما عليهم، فعليهم خفر الدروب التى بالجبال وعليهم الجمال عند الاقتضاء، ويلبسون السلاح دواما، وليس عليهم مما على الفلاحين سوى خراج الأراضى، وفى جزيرتهم رمال كثيرة والصالح منها نحو أربعمائة فدان على قدر كفايتهم خاصة، يستغلونها بالخراج ويزرعون فيها أصنافا منها الخشخاش، وهو نباتة تقوم على ساق فتكون أقل من قامة رجل وفى أعلاها فروع قليلة وتثمر قناديل فى غلظ الليمون تكون فيها غلته وهو حب كالخردل، ومن هذه الشجرة يستخرج الأفيون بأن يجرح قنديله بعد إدراكه بسكينة فيخرج منه ماء غليظ فيجمع ويكون منه الأفيون، وأفيون هذه الجهة مشهور ويقال له بمصر الأفيون الأخميمى، وقد تكلمنا على الخشخاش فى الكلام على بوتيج، ويقابل مدينة سوهاج فى جهة الشرق مدينة أخميم كما تقدّم، وقبليها على نحو بسطتين مدينة المنشأة، وفى بحريّها أولاد نصير ثم الحمادية وباجة وعدة قرى، ثم جزيرة شندويل.
[السويس]
بسينين مهملتين بينهما واو فمثناة تحتية ساكنة بصيغة المصغر؛ مدينة على الجانب الغربى لخليج السويس المسمى بالبحر الأحمر، وثغر من ثغور مصر وفرضة لتجارات جزيرة العرب والهند والسودان، واقعة فى شرقى القاهرة