للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطريق، واختصر رسالة القشيرى وتكلم على مشكلاتها، وكان فى مبدأ أمره أميا، ومن كلامه إذا خرج المريد عن حكم شيخه وانقطع عن مجلسه فإن كان سبب ذلك الحياء من الشيخ أو من جماعته لزلة وقع فيها أو فترة حصلت منه فهو كالطلاق الرجعى، فللشيخ أن يقبله إذا رجع لأن حرمة الشيخ فى نفس هذا المريد لم تزل.

وكان يقول: ليس للمريد أن يسأل شيخه عن سبب غيظه وهجره له بل ذلك منه سوء أدب، وكان من شأنه إذا كان يتكلم فى دقائق الطريق وحضر أحد من القضاة ينقل الكلام إلى مسائل الفقه إلى أن يقوم من كان حاضره، ويقول: ذكر الكلام بين غير أهله عورة.

قال: ومن وصيته لى: إياك أن تسكن فى جامع أو زاوية لها وقف ومستحقون، ولا تسكن إلا فى المواضع المهجورة التى لا وقف لها لأن الفقراء لا ينبغى لهم أن يعاشروا إلا من كان من خرقتهم، وعشرة الضد تكدر نفوسهم.

مات سنة نيف وثلاثين وتسعمائة، ودفن بزاويته بقنطرة الأمير حسين بمصر وقبره بها ظاهر يزار . انتهى مختصرا.

قال الشعرانى: وكلامه غالبه سطرته فى كتاب رسالة الأنوار القدسية وغيرها من مؤلفاتى. انتهى.

[ترجمة الشيخ أحمد حسين المرصفى]

وقد نشأ منها فى عصرنا هذا علماء وفضلاء من أجلهم الشيخ أحمد حسين المرصفى ويكنى بأبى الحلاوة.

أخبرنى ابنه الشيخ حسين أنه دخل المكتب بعد بلوغ سنة ثمان عشرة سنة، فحفظ القرآن فى ستة أشهر، واشتغل بالعلم حتى صار إماما فيه فى أقرب زمن.