وبقرب جامع السيدة سكينة جامع سيدى محمد الأنور، وهو مسجد صغير منقوش على بابه تاريخ عمارة مستجدة سنة خمس وتسعين ومائة وألف، وشعائره مقامة، ويعمل به مولد فى كل سنة. وذكر السخاوى فى كتابه «تحفة الأحباب» أنه يعرف بمشهد محمد الأصغر، وبعضهم يقول إنه ابن زين العابدين، ولم يذكر أحد من علماء النسب أن زين العابدين تخلّف بعده ولد اسمه محمد الأصغر، وإنما خلّف محمدا الباقر وزيدا الأزدى وعمرا وعليا الأصغر والحسين. وقال العبيدلى النسّابة: هذا المشهد من مشاهد الرؤيا. (انتهى).
[جامع الخليفة]
وجامع الخليفة - المعروف الآن بمسجد شجرة الدر - وهو فى مقابلة تكية السيدة رقية جدّده الشيخ مرزوق الفرّاش سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، وشعائره مقامة، وبداخله ضريحان؛ أحدهما ضريح شجرة الدر، والآخر ضريح سيدى محمد الخليفة العباسى، الذى عرف الخط باسمه.
[تكية السيدة رقية]
ثم بعد هذا الجامع التكية المعروفة بتكية السيدة رقية، وهى فى غاية الخفة والنورانية، وبداخلها ضريح السيدة رقية، يعلوه قبة لطيفة، وبقربه عدة أضرحة. ويوجد بها قبلة مصنوعة من خشب بنقوش غريبة فى غاية الإتقان والصنعة. وهناك مساكن للصوفية، وحنفيات للوضوء، وجنينة صغيرة، ويعمل للسيدة رقية مقرأ وحضرة فى كل أسبوع، ومولد فى كل عام.
وذكر صاحب كتاب «نور الأبصار» أن أم السيدة رقية هى أم حبيب الصهباء التغلبية أم ولد، كانت من سبى الردة الذى أغار عليه سيدنا خالد بن الوليد بعين التمر، فاشتراها سيدنا على ﵁ من سيدنا خالد، فعمر الأكبر شقيق رقية، وفى «الفصول المهمة» كانا توأمين، وعمر «عمر» هذا خمسا وثمانين سنة، وحاز نصف ميراث علىّ ﵁ وذلك أن إخوته أشقاء، وهم عبد الله، وجعفر، وعثمان قتلوا مع الحسين بالطف، فورثهم. وفى الباب العاشر من «المنن» للشعرانى قال: وأخبرنى الخواص أن رقية بنت الإمام على - كرّم الله وجهه - فى المشهد القريب من جامع دار الخليفة أمير المؤمنين، ومعها جماعة من أهل البيت، وهو معروف بجامع شجرة الدر.