يبتدئ من ضريح سيدى دويدار تجاه شارع بين السيارج، وينتهى بجامع السلحدار، واشتهر هذا الشارع بهذا الاسم لأن به زاوية الشيخ أبى الخير الكليباتى فى أوله، وبصدرها ضريحه، وهى مقامة الشعائر، أنشئت سنة سبع وعشرين وتسعمائة، وترجم القطب الشعرانى الشيخ أبا الخير المذكور وذكر أنه دفن فى المكان الذى كان يتعبد فيه.
وفى المقريزى أن هذا الشارع كان به ثلاثة أسواق:
سوق المرحلين من رأس حارة بهاء الدين إلى بحرى المدرسة الصيرمية معمور الجانبين بالحوانيت المملوءة برحالات الجمال وأقتابها وسائر ما تحتاج إليه، يقصد من سائر إقليم مصر، خصوصا فى مواسم الحج، فلو أراد الإنسان تجهيز مائة جمل وأكثر فى يوم لما شق عليه وجود ما يطلبه من ذلك لكثرته فى حوانيت هذا السوق ومخازنه. وقد بدأ خرابه واضمحلال أهله فى زمن الناصر فرج بن برقوق بسبب أخذ ما يحتاج إليه الجمّال من الرحال والأقتاب وغيرها من غير دفع ثمن لذلك.
قلت: والمدرسة الصيرمية محلها الآن زاوية سوق الضببية، سوق خان الرؤاسين على رأس سويقة أمير الجيوش، قيل له ذلك من أجل أن هناك خانا تعمل فيه الرؤوس المغمومة وكانت حوانيته مملوءة بأصناف المآكل. (اه).
قلت: وخان الرؤاسين هذا محله الآن الزقاق المقابل لأول شارع مرجوش.
سوق حارة برجوان، وكان من باب حارة برجوان إلى قرب الجامع الحاكمى، وهو من الأسواق القديمة، وكان يعرف فى أيام الخلفاء الفاطميين بسوق أمير الجيوش، وكان معمور الجانبين بعدة وافرة من باعة لحم الضأن السليخ واللحم السميط واللحم البقرى، وعدة كثيرة من الزيّاتين والجبّانين والخبّازين واللبّانين والطبّاخين والشوّايين والخضرية والعطّارين وغير ذلك. وقد خرب هذا السوق بعد سنة ست وثمانمائة (اه).