ومنها وكالة الست معدّة لمبيع الأقمشة وبها مساكن علوية.
ومنها وكالة الخربطلى معدّة لمبيع الأقمشة وغيرها.
ومنها وكالة المصبغة وقف الملك الأشرف معدة للسكنى، وهى فى نظارة الأوقاف، وهناك سبيل وقف الشيخ على العليمى غير مستعمل وهو فى نظارة الأوقاف. وهذه حالة شارع الغورية التى هو عليها الآن.
[حبس المعونة]
وأما فى الأزمان السالفة، فكان فى محل وكالة يعقوب بيك، الحبس المعروف بحبس المعونة. قال المقريزى: وكان حبس المعونة هذا يسجن فيه أرباب الجرائم كما هو اليوم السجن المعروف بخزانة الشمائل. وأما الأمراء والأعيان فيسجنون بخزانة البنود، ولم يزل هذا الموضع سجنا مدة الدولة الفاطمية ومدة دولة بنى أيوب إلى أن عمّره الملك الناصر قلاوون قيسارية العنبرانيين فى سنة ثمانين وستمائة. (انتهى). فعرفت بقيسارية العنبر، ومحله اليوم الوكالة المذكورة، وبعض التربيعة.
[دكة الحسبة]
ثم قال المقريزى: وكان بجوار حبس المعونة دكة الحسبة، ومكانها اليوم يعرف بالابازرة ومكسر الحطب، بجوار سوق العطارين والفحّامين، وكان من تسند إليه الحسبة لا يكون إلا من وجوه المسلمين وأعيان المعدلين، لأنها خدمة دينية، وله استخدام النوّاب عنه بالقاهرة ومصر وجميع أعمال الدولة كنواب الحكم، وله الجلوس بجامعى القاهرة ومصر يوما بعد يوم، ويطوف نوابه على أرباب الحرف والمعايش، ويأمر نوابه بالختم على قدور الهراسين ونظر لحمهم، ومعرفة من جزاره، وكذلك الطباخون، ويتتبعون الطرقات، ويمنعون من المضايقة فيها، ويلزمون رؤساء المراكب أن لا يحملوا أكثر من وسق السلامة، وكذلك مع الحمالين على البهائم، ويأمرون السقايين بتغطية الروايا بالأكسية، ولهم عيار، وهو أربعة وعشرون دلوا، كل دلو أربعون رطلا، وأن يلبسوا السراويلات القصيرة الضابطة لعوراتهم، وينذرون معلمى المكاتب بأن لا يضربوا الصبيان ضربا مبرحا ولا فى مقتل، وكذلك معلمو العوم بتحذيرهم من التغرير بأولاد الناس، ويقفون على من يكون سيئ المعاملة فينهونه بالردع والأدب، وينظرون المكاييل والموازين، وللمحتسب النظر فى دار العيار، ويخلع عليه،