(تشتمل على تقريظ كتاب الخطط التوفيقية وبيان سبب تأليفه وطبعه) يقول خادم تصحيح العلوم بدار الطباعة العامرة ببولاق مصر القاهرة، الفقير إلى الله تعالى محمد الحسينى، أعانه الله على أداء واجبه الكفائى والعينى:
﷽
سبحان من أبدع بحكمته خلق الإنسان، وحلاه بملكة التدبير، وزينه بحلية البيان، وخصه (*) باللطيفة الروحية العقلية، فاقتدر بها على إبراز المكنونات الغيبية، ونوعه إلى أنواع متعددة على أنحاء شتى، وأخلاق ولغات مختلفة، ووافق بين بعض أشكاله، وخالف بين بعض، لحكم بالغة تدق على العقل الحكيم، جهل ذلك من جهله، وعرفه من عرفه. وفاضل بباهر تدبيره بين بنيه فيما وهبهم من نفائس الفهوم، وأوردهم موارد علمه، فانتهل كل من رائق دقائقه حظه المقسوم.
نحمده حمد من استنارت بصيرته فعرف الحق لأهله، ونشكره شكرا يستوجب المزيد من إحسانه وفضله.
ونصلى ونسلم على نبيه الأكرم، ورسوله السيد السند الأعظم، سيدنا ومولانا محمد الذى فتح الله له من كنوز غيبه، ما أعجز عن الوصول إلى أدناه أفره السوابق من جياد العقول، وأفعم سجله العظيم من زلال علمه وهنىّ سيبه، فارتوت أمته من فيضه، وملأوا آنيتهم من سائغ علمه المعقول والمنقول. قصّ سبحانه عليه من قصص الأولين ما ثبت به فؤاده، وأنبأه من نبأ السابقين بما بلغ به من هداية الأمة مراده، وكشف له من مغيبات الآخرين ما وقف
(*) الأرقام على جوانب الصفحات هى أرقام صفحات الطبعة الأولى من الكتاب، وهى طبعة بولاق الصادرة سنة ١٣٠٦ هـ.