قال: وأدركت حول الخمس وجوه غروسا من نخل وغيره، تشبه أن تكون من بقايا البستان القديم، ثم إن السلطان الملك المؤيد شيخ المحمودى الظاهرى جدد عمارة منظرة فوق الخمس وجوه، ابتدأ بناءها يوم الإثنين أول شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة.
[فائدة: الكلام على البشنين]
فى تذكرة داود البشنينى يدعى بمصر عرائس النيل؛ لأنه ينبت فيما يخلفه النيل من الماء عند رجوعه، ويقوم على ساق تطول بحسب عمق الماء، فإذا ساواه فرش أوراقا خضرا تنظمها فلكة مستديرة كوسط الكف، وزهره إلى البياض يظهر فى الشمس ويختفى إذا غابت، وداخل الفلكة إلى صفرة، وأصله نحو السلجم لكنه أخضر، تسميه المصريون بيارون.
وهذا النبات يفعل فعل اللينوفر فى جميع أحواله، وهو بارد رطب فى الثانية أو رطوبته فى الثالثة، دهنه ينفع من البرسام والجنون والصداع الحار والشقيقة سعوطا/وطلاء، وأصله يقوى المعدة ويهيج الباه مع اللحم، ومع الثوم يقطع السعال، ووحده يقطع الزحير والإسهال الصفراوى، وشرابه يقطع العطش والإلتهاب والحمى، وحبه يحلل الأورام طلاء، وينفع من البواسير، ويضر المثانة ويصلحه العسل، وشربته إلى ثمانية عشر، واللينوفر والأشهر فيه نيلوفر، بتقديم النون فارسى معناه ذو الأجنحة، وهو نبت مائى له أصل كالجزر، وساق أملس يطول بحسب عمق الماء، فإذا ساوى سطحه أورق وأزهر زهر أزرق، وهو الأصل والأجود والمراد عند الإطلاق، فالأصفر يليه، فالأحمر فالأبيض، يسقط إذا بلغ عن رأس كالتفاحة داخلها بزر أسود، والهندى إلى الحمرة.
ومنه برى، يعرف بمصر بعرائس النيل، وهو من أجود ما استعمل لقطع الحمى واللهيب والحرارة والعطش شربا، والقروح مطلقا، والصداع والنزلات