ألقى العدو بوجه لا قطوب به … يكاد يقطر من ماء البشاشات
فأدرب الناس من يلقى أعاديه … فى جسم حقد وثوب من مودات
وكان بينهما ما كان.
ولما قتلت شجرة الدر سحبوها من رجليها ورموها فى الخندق وهى عريانة ليس فى وسطها غير اللباس واستمرت مرمية ثلاثة أيام، وقيل: أن بعض الحرافيش نزل إليها تحت الليل وقطع تكة لباسها وكان فيه أكرة لؤلؤ ونافجة مسك، فسبحان من يعز ويذل.
وقد قيل فى المعنى:
لقد هزلت حتى بدا من هزالها … كلاها وحتى سامها كل مفلس
ثم حملت إلى المدرسة بجوار بيت الخليفة ودفنت بها، وأوصلها من جوارى الملك الصالح فحظيت عنده وولدت خليلا ثم أعتقها وتزوجها، وكانت معه فى البلاد الشامية وكانت ذات عقل وحزم كاتبة قارئة، وكان لها برو معروف وأوقاف ونالت من الدنيا ما لم تنله امرأة انتهى.
[جامع الشعرانى]
هذا الجامع بباب الشعرية فوق الخليج الحاكمى عن يمين السالك إلى شارع الموسكى ذو إيوانين، وبه عمد من الرخام عليها سقف من الخشب النقى وبه منبر جليل ودكة ومطهرة وأخلية ومنارة، وهو تام المنافع مفروش بحصر السمار والبسط وشعائره مقامة إلى الغاية، وبداخله ضريح سيدى عبد الوهاب الشعرانى عن يمين القبلة عليه مقصورة من الخشب الأبنوس المنزل بالصدف فوقها قبة شامخة. والذى أنشأ هذا الجامع على ما هو عليه الآن هو القاضى عبد القادر الأرزيكى نسبة إلى خدمة الأمير أرزيك الناشف أحد أمراء الجراكسة اشترى قطعة أرض مكملة الجدار على الخليج الحاكمى تجاه درب الكافورى وعمره أول أمره مدرسة على الصفة التى هو بها، وجعل بها مدفنا لم يرد الله أن يدفن فيه ونقل إليها الشيخ عبد الوهاب الشعرانى، ووقف عليه حصص الطين المتفرقة التى كان يخشى عليها عند انتباه السلطنة للفحص عنها. فكانت وقفا على الشيخ وذريته ونفعا لجميع القاطنين عنده بالمدرسة رجالا ونساء وكان ذلك قدرا حافلا. وكتب مكاتيب الوقف بمضمون ما شرطه وهرع الناس من كل أوب إلى هذه المدرسة وانقطعوا عند الشيخ - وقد ذكرنا سبب بنائها والوقف عليها وترجمة الشيخ الشعرانى فى الكلام