ومنهم، عفيفى أفندى، ابن السيد محمد، ابن السيد عبد الرحمن، ابن السيد سليمان، وهو عم محمد على باشا الحكيم. ولد بالزاوية فى سنة عشرين ومائتين وألف، وجاور بالجامع الأزهر، تحت نظر السيد حسن البقلى، وتفقه على مذهب الإمام مالك، ﵁. ثم انتخب فيمن انتخب من الأزهر للحوق بالمدارس الديوانية، فأقام مدة فى تعلم علم الرياضة، وأتقن الهندسة، وخرج بالوظائف، فجعل مهندس قسم، ثم باش مهندس فى المديريات، ثم فى الديوان. وأنعم عليه برتبة القائم مقام، إلى أن توفى فى سنة إحدى وتسعين، من هذا القرن.
وأجرى من مدة خدامته عمليات مهمة نافعة، مثل: ترعة البوهية والمنصورية وأم سلمة بمديرية الدقهلية، وترعة مويس وفروعها بمديرية الشرقية، وترعة الخطاطبة وفروعها بمديرية البحيرة.
وبنى وعمر عدة مساجد بمنية غمر، مثل:
مسجد العارف بالله أبى العباس الغمرى، ومسجد الشيخ قاسم، ومسجد الأستاذ الزنفلى، ومسجد الشيخ يونس، ومسجد الجوهرى، ومسجد أبى سيل، وجدد لها أوقافا يصرف إيرادها فى إقامة شعائرها تحت نظارة عموم الأوقاف.
وأنشأ بها وابورا لحلج القطن، وخمس وابورات للماء فى جهات أطيانه، وهى تزيد على ألف وخمسمائة فدان، أكثرها خراجى جيد المحصول، يقرب محصول القطن كل سنة نحو ألفى قنطار، ومحصول القمح نحو ألف أردب، غير الفول والشعير ونحوهما.
وكان له إحسانات إلى المترددين عليه من النقود وخلافها. وجعل على نفسه ما ينوف على أربعين أردب قمح كل سنة تصرف لجماعة من علماء الأزهر وغيرهم. وعليه كل سنة ليلة فى مولد سيدى أحمد البدوى، يصرف فيها أكثر من خمسة آلاف قرش.
وله منزل فى باب الشعرية بالمحروسة، يقيم به هو وبعض عائلته، وأكثر إقامته كانت فى منية غمر. وله فى مصر أملاك كثيرة، من العقارات.