عبد الرحمن أفندى وأحمد أفندى توفيا ولم يعقبا. ومحمد أفندى، توفى فى حياة والده، وأعقب ولدين. وحسين أفندى، وسليمان أفندى وعلى أفندى.
وبيته إلى الآن عامر، وخيره متزايد، وأحوال ذريته مستقيمه.
ومن مزاياه التى لو لم يكن له غيرها لكفاه: أنه كان سببا لأهل هذه القرية فى الالتفات إلى اكتساب المعارف، واجتناء ثمرات اللطائف، ودخولهم فى الوظائف الميرية، وترقيتهم فى المناصب والرتب السنية، فإنه أولهم فى ذلك، وأسبقهم إلى الالتفات لما هنالك. بل هو أول فرقة تربت فى المدرسة، وتوظفت فى الهندسة، فأحب أن يلحق هذه المزايا الشريفة بأقاربه وحاشيته. فأدخل منهم فى المدارس جماعة، فلما ذاقوا ثمراتها، علموا أنها نعمت البضاعة، فرغب كل منهم فى إدخال ذويه وحاشيته ومن يليه، وسرت الغيرة فى جميع أهل القرية، فألحقوا أولادهم بالمدارس، وصار من كل بيت عدة رجال فى الخدم الديوانية.
فمن عائلة محمد على أكثر من عشرين. ومن عائلة بدر بيك خمسة. ومن عائلة مصطفى بيك أربعة. ومن عائلة عبد البارى أفندى ثمانية، إلى غير ذلك. حتى زاد المستخدمون منها فى المصالح الديوانية من المهندسين والحكماء والبحارة والعساكر، ونحو ذلك على مائتين، غير من تربى منها فى الأزهر، وهم نحو مائة نفس، ما بين عالم مدرس وطالب متأهل، وحفظة للقرآن نحو الخمسين رجلا، وغير من بالمكاتب التى بها فى بحر التعليم وهم نحو ثمانين طفلا وغير التجار وأرباب الحرف فى القاهرة وطندتا- وخلافها، وغير من هو بالمدينة المنورة فى خدمة الحجرة الشريفة، ومن هو بباريس لإتقان الرياضة وعلوم الطبيعة، فلو نسب جميع ذلك إلى عدة الذكور من سكانها لوجدوا أكثر من النصف، وهى مزية انفردت بها هذه القرية.