هو بدرب الجماميز. له منارة، وبجواره ثلاثة حوانيت موقوفة عليه، وشعائره مقامة. وعده المقريزى فى الجوامع التى تجددت بعد الثمانمائة، ولم يذكر له ترجمة، وإنما قال: وتجدد فى رأس درب النيدى جامع حارس الطير انتهى.
والظاهر أن حارس الطير صاحب هذا الجامع هو الذى ذكر ترجمته فى ذكر الدور بأنه الأمير سيف الدين سنبغا حارس الطير، ترقى فى الخدم إلى أن صار نائب السلطنة بمصر فى أيام السلطان حسن بن محمد بن قلاوون، ثم عزل وجهز إلى نيابة غزة فأقام بها شهرا وقبض عليه وحضر مقيدا إلى الإسكندرية سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، فسجن بها مدة ثم أخرج إلى القدس فأقام بطالا مدة، ثم نقل إلى نيابة غزة سنة ست وخمسين وسبعمائة، وكانت له دار داخل درب قراصيا بخط رحبة باب العيد انتهى.
[جامع الحاكم]
هذا الجامع خارج باب الفتوح أحد أبواب القاهرة. أسسه أمير المؤمنين العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله معد سنة ثمانين وثلاثمائة، وخطب فيه وصلى بالناس الجمعة، ثم لما وسع أمير الجيوش بدر الجمالى القاهرة وجعل أبوابها حيث هى اليوم صار الجامع من داخلها، وكان يعرف أولا بجامع الخطبة. ويقال له: الجامع الأنور. وفى سنة إحدى وأربعمائة أكمله ولده الحاكم بأمر الله، وقدّر للنفقة عليه أربعون/ألف دينار وتم فى سنة ثلاث وأربعمائة، وأمر بعمل تقدير ما يحتاج إليه من الحصر والقناديل والسلاسل فكان تكسير ما ذرع للحصر ستة وثلاثين ألف ذراع، فبلغت النفقة على ذلك خمسة آلاف دينار، وعلق على سائر أبوابه ستور ديبقية عملت له، وعلق فيه أربعة تنانير فضة وكثير من قناديل فضة، وقرش بالحصر التى عملت له، ونصب فيه المنبر. وفى ليلة الجمعة سادس شهر رمضان من السنة المذكورة أذن لمن بات فى الجامع الأزهر أن يمضوا إليه فمضوا، وصار الناس طول ليلتهم يمشون من كل واحد من الجامعين إلى الآخر بغير مانع لهم ولا اعتراض من أحد من عسس القصر ولا أصحاب الطوف إلى الصبح، وصلى فيه الحاكم بأمر الله بالناس صلاة الجمعة وهى أول صلاة أقيمت فيه بعد فراغه، وفى سنة أربع وأربعمائة حبس الحاكم عدة قياسر وأملاك على هذا الجامع.