وكان ممن أحاط علما بذلك، ورغب فى تربية أبناء وطنه والاقتفاء بهم أقوم المسالك، حضرة الخديوى إسماعيل باشا، أحسن الله أعماله وأنجح فى سبيل الخير آماله، وضع لذلك قوانين سلكت بأبناء الوطن طريق التقدم، حتى وصلوا بها فى أقرب زمن إلى ما لم يصل إليه من مضى وتقدم.
وقد وضعنا فى ذلك كتابا، بسطنا فيه الكلام على كيفية التربية فى الديار المصرية والأقطار الأوروباوية، فليرجع إليه من أراد الاطلاع عليه، إذ ليس غرضنا الآن إلا ذكر المكاتب والمدارس الموجودة فى مدينة الإسكندرية، وبيان الشهير منها من غيره، سواء كانت إدارته منسوبة للحكومة المصرية أو غيرها على وجه الاختصار فنقول:
[مدرسة رأس التين الميرية]
وهى صنفان: صنف تجهيزية، وصنف مبتديان.
فالمبتديان: تتعلم فيها الأطفال التهجى، والكتابة والقراءة، والقواعد الأولية فى الحساب، والنحو ولغة أجنبية، وقبول الأطفال بها من سبع سنين.
والتجهيزية: تتعلم فيها الأطفال، المنتخبون لها من المبتديان، الحساب، والهندسة العادية، والجبر إلى الدرجة الثانية، والرسم النظرى، وعلم العربية، ولغة من اللغات الأوروباوية، والخط الثلث والنسخ، والرقعة، ومبادئ اللغة التركية.
وعدد تلامذة الصنفين ٢٧٩ تلميذا، وتقيم الأطفال بتلك المدرسة ليلا ونهارا، وجميع ما يلزم للصنفين من أدوات التعليم، وماهيات المستخدمين، وأكل وكسوة وغير ذلك على طرف الديوان العامر بالأنفاس الخديوية، أدامها الله تعالى.