للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد وقع لهم مع الفرنسيس حروب كما فى الجبرتى فى حوادث سنة ١٢١٣ (١) وحاصلها: أنه فى زمن انتشار الفرنسيس فى البلاد القبلية من مصر وضربهم الأموال والكلف على أهالى تلك البلاد امتنع أهالى بنى عدى من دفع المال، ورأوا فى أنفسهم الكثرة والقوة فحضرت إليهم جملة من عساكر الفرنسيس وضربوهم فخرجوا عليهم وقاتلوهم، فركب عليهم الفرنسيس تلا عاليا وضربوا عليهم بالمدافع فأتلفوهم وأحرقوا جرونهم، ثم هجموا عليهم وأسرفوا فى قتلهم ونهبوهم وأخذوا شيئا كثيرا وأموالا عظيمة وودائع كثيرة كانت عندهم.

وهى أيضا مشهورة بالعلماء من قديم الزمان، والجامع الأزهر دائما لا يخلو منهم، ولا ينقص المجاورون منهم به عن نحو الثلاثين، ومنهم شيخ رواق الصعائدة غالبا، ومنهم المدرسون والمؤلفون قديما وحديثا.

[ترجمة العلامة الشيخ على العدوى المنسفيسى]

وأجلهم الإمام الهمام شيخ مشايخ الإسلام وعالم العلماء الأعلام، إمام المحققين وعمدة المدققين، الشيخ على بن أحمد بن مكرم الله الصعيدى العدوى المالكى، ولد ببنى عدى-كما أخبر عن نفسه-سنة اثنتى عشرة ومائة وألف، ويقال له أيضا المنسفيسى لأن أصوله من منسفيس قرية من مديرية المنية. قدم إلى مصر وحضر دروس المشايخ كالشيخ عبد الوهاب الملوى، والشيخ شلبى البرلسى، والشيخ سالم النفراوى، والشيخ عبد الله المغربى، والشيخ إبراهيم شعيب المالكى، والشيخ الحفنى والسيد البليدى، وآخرين.

وأخذ الطريقة الأحمدية عن الشيخ على بن محمد الشناوى، ودرس بالأزهر وغيره، وكان يحكى عن نفسه أنه طالما كان يبيت بالجوع فى مبدأ اشتغاله بالعلم، وكان لا يقدر


(١) انظر تاريخ الجبرتى، المرجع السابق، ج ٣، ص ٢ - ٧٠ حوادث سنة ١٢١٣.