للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ثمن الورق ومع ذلك إن وجد شيئا تصدق به، ورأى غير واحد من الصالحين النبى فى المنام يأمره بالحضور عليه.

وقال العلامة الشيخ محمد الأمير: لقد سمعت شيخنا العفيفى فى مرض موته يقول: الشيخ الصعيدى ناج والذى يحضر عليه ناج. وشهد له بالصلاح والمعرفة أكثر من النصف من أهل عصره.

وله مؤلفات دالة على فضله منها: حاشية على الخرشى أربع مجلدات كبار، وحاشية على أبى الحسن مجلدان، وحاشية على ابن تركى، وأخرى على الزرقانى-وكلها فى مذهب مالك-وحاشية على شرح الهدهدى فى علم التوحيد، وحاشيتان على عبد السلام على الجوهرة كبرى وصغرى، وحاشية على الأخضرى/على السلم فى المنطق، وحاشية على شرح شيخ الإسلام على ألفية المصطلح للعراقى، وغير ذلك.

وكان علماء المالكية قبل ظهور المترجم لا يعرفون الحواشى على شروح كتبهم الفقهية، فهو أوّل من خدم كتب مذهبهم بالحواشى، وله أيضا شرح على خطبة كتاب إمداد الفتاح على نور الإيضاح، فى مذهب الحنفية للشيخ الشرنبلالى.

وكان شديد الشكيمة فى الدين، يصدع بالحق ويأمر بالمعروف وإقامة الشريعة، ويحب الاجتهاد فى طلب العلم، ويكره سفاسف الأمور، وينهى عن شرب الدخان ويمنع من شربه بحضرته وبحضرة أهل العلم تعظيما لهم، وكان إذا دخل منزلا من منازل الأمراء ورأى من يشرب الدخان نهاه عن شربه فينتهى فى الحال، وشاع عنه ذلك حتى ترك شربه بحضرته، ودخل يوما على على بيك فى أيام إمارته لقضاء حاجة عنده فأخبروه قبل وصول الشيخ إلى مجلسه فرفع الشبك من يده وأمر بإخفائه من وجهه، ولما مات على بيك واشتغل محمد بيك أبو الذهب بإمارة مصر كان يعظمه ويحبه ولا يرد شفاعته، وكان كل من تعسرت عليه حاجته ذهب إلى الشيخ وأنهى إليه قصته فيكتبها مع غيرها فى قائمة حتى تمتلأ الورقة ثم يذهب إلى الأمير بعد نحو يومين، وبعد الجلوس