وفى كتاب:(المفاخر العلية فى المآثر الشاذلية) لابن عباد أن أبا الحسن الشاذلى هو شيخ الطريقة ومعدن الحقيقة الشريف الحسيب النسيب، ذو النسبتين الطاهرتين الروحية والجسمية، كريم العنصرين المحمدى العلوى الحسنى الفاطمى، المربى الكامل أبو الحسن على الشاذلى بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصى بن يوسف بن يوشع بن ورد بن أبى بطال على بن أحمد بن محمد بن عيسى بن إدريس بن عمر بن إدريس، المبايع له ببلاد المغرب، ابن عبد الله بن الحسن المثنى، ابن سيد شباب أهل الجنة، وسبط خير البرية أبى محمد الحسن ابن أمير المؤمنين على ابن أبى طالب كرم الله وجهه، ابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ.
ولد بقرية غمارة من إفريقية، قريبة من بستة، وهى من المغرب الأقصى فى نحو ثلاث وتسعين وخمسمائة من الهجرة، وكانت وفاته ﵁ فى شهر شوال عام ست وخمسين وستمائة، وعمره ثلاث وستون سنة، ودفن بحميثرى فى برية عيذاب من الديار المصرية. قال ﵁: لما وصلت فى سياحتى إلى الديار المصرية، وسكنت بها، قلت: يا رب أسكنتنى بلاد القبط أدفن بينهم، فقيل لى: يا على تدفن فى أرض ما عصيت عليها قط، قال سيدى ماضى بن سلطان: لما توجه الشيخ فى سفرته التى توفى فيها، قال:
احملوا معكم فأسا ومسحاة، فإن توفى منا أحد واريناه التراب، ولم يكن لنا بذلك عادة متقدمة فى جميع ما سافرنا معه، فكان ذلك إشارة لموته، وفى ليلة وفاته جمع أصحابه وأوصاهم بأشياء، وقال لهم: إذا أنا مت فعليكم بأبى العباس المرسى، فإنه الخليفة من بعدى، وبات