ومحاسن ابن قلاقس نادرة، ودخل صقلية وكان بها بعض القواد يقال له أبو القاسم بن الحجر، فاتصل به وأحسن إليه، وصنف له كتابا سماه:(الزهر الباسم فى أوصاف أبى القاسم) وأجاد فيه، وقلاقس - بقافين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وبينهما لام ألف وفى آخره سين مهملة - جمع قلقاس وهو معروف.
قال: ويعدّى من عيذاب إلى جدة فى ليلة واحدة غالبا، ومنها إلى مكة - حرسها الله - مسافة يوم. وبجدة قبر أم البشر حواء ﵂، وهو ظاهر يزار. انتهى.
وذكر ابن بطوطة فى سياحته أن فى طريق عيذاب بمنزلة حميثرى قبر الولى الشيخ أبى الحسن الشاذلى، فإنه قال: أخبرنى الشيخ ياقوت الحبشى، عن شيخه أبى العباس المرسى، أن الشيخ أبا الحسن الشاذلى كان يحج فى كل سنة، فيجعل طريقه على صعيد مصر، ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده إلى انقضاء الحج، فيزور القبر الشريف، ويعود على الدور الكبير إلى بلده، فلما كان فى بعض السنين - وهو آخر سنة خرج فيها - قال لخديمه: استصحب فأسا وقفة وحنوطا وما يجهز به الميت، فقال له الخديم: ولماذا يا سيدى، فقال له: إلى حميثرى سوف ترى؛ وحميثرى بصعيد مصر فى صحراء عيذاب منزل به عين ماء زعاق، وهى كثيرة الضباع، فلما بلغ حميثرى اغتسل الشيخ أبو الحسن وصلى ركعتين، وقبضه الله ﷿ فى آخر سجدة من صلاته ودفن هناك، قال ابن بطوطة: وقد زرت قبره وعليه قبة مكتوب فيها اسمه ونسبه متصلا إلى الحسين بن على ﵄. انتهى.