للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقام سيدى محمد بن إدريس، مع آية الكرسى، وله منارة ومطهرة وشعائره مقامة، وبجواره حمام له عليه حكر.

[جامع ابن الرفعة]

قال المقريزى: هذا الجامع خارج القاهرة بحكر الزهرى. أنشأه الشيخ فخر الدين ابن عبد المحسن بن الرفعة بن أبى المجد العدوى انتهى.

وهو داخل حارة الشيخ قواديس بلصق الشارع الجديد الذى افتتحه الخديو الأعظم من تجاه باب حارة غيظ العدة إلى قنطرة آق سنقر، وهو الآن متهدم غير مقام الشعائر، وليس به آثار تدل على تاريخ إنشائه، وفيه ضريح منشئه متهدم أيضا، وتجاهه من الجهة الأخرى ضريح الشيخ قواديس، فلذا اشتهر بمسجد قواديس. وعلى ما فى المقريزى يكون هو غير ابن الرفعة المشهور، أحد أئمة الشافعية الذى ترجمه فى حسن المحاضرة فقال:

هو الإمام نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن على بن مرتفع الأنصارى، واحد عصره وثالث الشيخين الرافعى والنووى فى الاعتماد عليه.

قال الإسنوى: كان إمام مصر بل سائر الأمصار، وفقيه عصره فى جميع الأقطار، كان أعجوبة فى استحضار كلام الأصحاب وفى معرفة نصوص الشافعى، وفى قوة التخريج.

ولد بالفسطاط سنة خمس وأربعين وستمائة، وتفقه على الظهير التزمنتى، والشريف العباسى، وغيرهما. ودرس بالمعزية بمصر، وولى حسبة مصر، وصنف التصنيفين العظيمين:

الكفاية فى عشرين مجلدا، والمطلب فى ستين مجلدا، وله النفائس فى هدم الكنائس، وتأليف فى المكيال والميزان. مات بمصر سنة عشر وسبعمائة.

[جامع ابن طولون]

موضع هذا الجامع يعرف بجبل يشكر. قال ابن عبد الظاهر: وهو مكان مشهور بإجابة الدعاء، وقيل: إن موسى ناجى ربه عليه بكلمات. ابتدأ فى بنائه الأمير أبو العباس أحمد بن طولون فى سنة ثلاث وستين ومائتين بعد بناء القطائع، وكان أولا يصلى الجمعة فى المسجد القديم الملاصق للشرطة، فلما ضاق عليه بنى الجامع الجديد مما أفاء الله عليه من المال الذى وجده فوق الجبل فى الموضع المعروف بتنور فرعون، وهو الكنز الذى شاع خبره وكتب به أحمد بن طولون إلى العراق يخبر المعتمد، ويستأذنه فيما يصرفه فيه من وجوه البر، فبنى منه الجامع والمارستان والعين، وكان قدره على ما ذكره المقريزى ألف ألف دينار،/عبارة عن سبعمائة وخمسين ألف بينتو ذهبا، باعتبار أن الدينار خمسة