ويقال له شارع الرقعة وشارع المطبخ. أوله من نهاية شارع التبليطة بجوار جامع محمد بيك أبى الذهب من الجهة القبلية، وآخره شارع الغريب وشارع الدراسة، وطوله مائتان وعشرون مترا.
[الجامع الأزهر]
عرف بالجامع الأزهر لأنه فى وسطه، وهو أول مسجد أسس بالقاهرة، أنشأه القائد جوهر الكاتب الصقلى - مولى الإمام أبى تميم معد الخليفة أمير المؤمنين المعز لدين الله - لما اختط القاهرة، وجعل أمامه رحبة كبيرة جدا، ابتداؤها من خط إصطبل الطارمة إلى الموضع الذى فيه مقعد الأكفانيين اليوم، يعنى تقريبا من السكة الجديدة إلى التبليطة، وعرضها من باب الجامع البحرى إلى الخرّاطين، يعنى الصنادقية. ولم يكن بين هذه الرحبة وبين رحبة قصر الشوك إلا إصطبل الطارمة، فكان الخلفاء حين يصلون بالناس بالجامع الأزهر تترجل العساكر كلها وتقف فى هذه الرحبة حتى يدخل الخليفة إلى الجامع. وبقيت هذه الرحبة إلى وقت الدولة الأيوبية، ثم شرع الناس فى العمارة بها حتى لم يبق لها أثر.
وكان الشروع فى بناء الجامع الأزهر يوم السبت لست بقين من جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وثلثمائة، وكمل بناؤه لتسع خلون من رمضان سنة إحدى وستين وثلثمائة. وأول جمعة أقيمت فيه فى شهر رمضان لسبع خلون منه سنة إحدى وستين وثلثمائة.
ثم إن العزيز بالله أبا منصور نزار بن المعز لدين الله جدّد فيه أشياء، ويقال إن به طلسما، فلا يسكنه عصفور ولا يفرخ به، وكذا سائر الطيور من الحمام واليمام وغيره.
وقد اعتنى الأكابر والأمراء فى كل عصر بعمارته وزخرفته وإعلاء شأنه. وآخر من عمره الأمير عبد الرحمن كتخدا ابن حسن جاويش القازدغلى، أستاذ سليمان جاويش أستاذ إبراهيم كتخدا مولى جميع الأمراء المصريين، فإنه - كما فى الجبرتى من حوادث سنة تسعين ومائة وألف - أنشأ فى مقصورته مقدار النصف طولا وعرضا يشتمل على خمسين عمودا من الرخام، تحمل مثلها من البوائك المقوصرة، المرتفعة من الحجر النحيت، وسقّف أعلاها بالخشب النقى، وبنى به محرابا جديدا ومنبرا، وأنشأ بابا عظيما جهة حارة كتامة، وبنى بأعلاه مكتبا.
وجعل بداخله رحبة متسعة وصهريجا وسقاية، وعمل لنفسه مدفنا بتلك الرحبة بقبة معقودة وتركيبة من الرخام، ولما مات دفن به، وجعل بها أيضا رواقا لمجاورى الصعايدة بمرافق