للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنافع، وبنى بجانب ذلك الباب منارة، وأنشأ بابا آخر جهة مطبخ الجامع، وجعل عليه منارة أيضا، وبنى المدرسة الطيبرسية، وأنشأها نشوءا جديدا، وجعلها مع مدرسة الآقبغاوية المقابلة لها من داخل الباب الكبير الذى أنشأه خارجهما، وهو باب كبير عبارة عن بابين عظيمين كل باب بمصراعين، وجعل على يمينهما منارة، وجعل فوقه مكتبا أيضا، وبداخله على يمين السالك بظاهر الطيبرسية ميضأة، وأنشأ لها ساقية، وبداخل باب الميضأة درج يصعد منه للمنارة ورواق البغداديين والهنود، فجاء هذا الباب وما بداخله من الطيبرسية والآقبغاوية والأروقة من أحسن المبانى فى العظم والوجاهة والفخامة، وجدّد رواقا للمكاويين والتكروريين، وزاد فى مرتبات الجامع وأخبازه، وقد تعطل غالب ذلك لغاية سنة عشرين ومائتين وألف. (اه. ملخصا).

وقد بسطت الكلام على عد مآثره وعمائره التى أجراها فى ترجمته بجامع الشيخ مطهر فى جزء الجوامع من هذا الكتاب، وقد أجريت بعد ذلك عمارات خفيفة فى عهد العائلة المحمدية كإصلاح بلاط صحنه وأخليته وأبوابه.

ولم يزل هذا الجامع ملحوظا عامرا مشارا إليه مقصودا للاستفادة والتبرك حتى للملوك والسلاطين، وكل حين يزداد عمارية وشهرة فى الآفاق، ويؤتى إليه من جميع البلاد الإسلامية لتعلم العلوم الشرعية والعقلية والنقلية، فهو الجامع الجامع، والأزهر الأزهر، والمدرسة الكبرى، به يزول الجهل وتخلد حياة العلم، فكم بزغت فيه شموس وأقمار، وغردت فيه بلابل المعلمين والمتعلمين فى العشى والأبكار والأسحار.

وله ثمانية أبواب غير باب المطهرة الصغير - باعتبار أن باب المزينين بابان وباب الصعايدة كذلك - وأكبرها وأشهرها باب المزينين، وفيه جملة محاريب؛ منها محرابان فى المقصورة الجديدة: أحدهما كبير عن يمين المنبر بقبة مرتفعة، والآخر صغير عن يساره، ومنها المحراب الأصلى القديم، وهو فى المقصورة القديمة يعلوه قبة مرتفعة، وبأعلاه عن يمين المصلى صندوق موضوع على رف يقال إن به قطعة من سفينة نوح وقطعة من جلد بقرة بنى إسرائيل، وإن لذلك سرا عجيبا فى عماريته.

وله صحن فى غاية الاتساع، وجميعه كشف سماوى مفروش بالحجر النحيت، وبوسطه أربعة صهاريج متسعة بأفواه من الرخام كأفواه الآبار، وآخران أحدهما عند رواق الصعايدة والآخر تجاه باب المغاربة.