للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على هذه القرية فى السابع والعشرين من رجب سنة تسع وتسعين بعد الألف، ونهبها وقتل منها نحو خمسة عشر شخصا أكثرهم أشراف، فجاء الأشراف وطلعوا جميعا إلى الديوان واشتكوا من الكاشف، فأحضر على يد قاضى العسكر، فحكم عليه بالتعزير ثم القتل، فلما سمعت طائفة الاسباهية وهم يومئذ شربجية الإقليم، امتنعوا من هذا الحكم، وسحبوا عبد الرحمن كاشف من حضرة المرافعة، وخرجوا به، وقامت المتفرقة مع الشربجية قومة واحدة، وقالوا: إن عبد الرحمن كاشف ما كبس إلاّ ناحية (منية العامل) بالإقليم المذكور، وذلك بموجب بيورلدى شريف من طرف (سليمن أفندى) كاتب الينكشارية سابقا وهو ملتزم ناحية منية العامل، وقد فرّ المفسدون من أهل هذه الناحية، واختفوا بناحية (الصنبوق)، وصدقهم على ذلك (سليمن أفندى)، واختيارية الينكشارية، وقالوا: نحن الذين قطعنا البيورلدى بأخذ المفسدين الذين بها، ثم بعد طول المداولة حصلت المصالحة، وأعطى للأشراف فى المصالحة ثلاثون ألف نصف فضة، وخلع الوزير على (عبد الرحمن كاشف) وأعطاه التصرف فى تلك الولاية كما كان.

[(طنبدا)]

قريتان من قرى مصر: الأولى قرية من قسم (أبا الوقف) بمديرية المنية، على جسر الجرنوس فى حوض سلقوس غربى ناحية مغاغة بنحو ساعة، وهى بلدة قديمة واقعة على تلول، وكانت قديما تسمى طغنوت كلمة قبطية، وكان أغلب سكانها نصارى يتعاطون صنائع مختلفة، وذكر المقريزى أن بها كنيستين قديمتين، إحداهما باسم مريم العذراء، والأخرى باسم ميخائيل وهى كنيسة كبيرة، ثم قال: «وكان هناك كنائس كثيرة خربت وكان بها فى بعض السنين راهب واحد» انتهى. وأبنيتها بالآجر واللبن، وبها مسجدان عامران ونخيل وأبراج حمام، ومصبغتان ولها سوق كل أسبوع تباع فيه الحيوانات وغيرها، وأغلب أرضها تزرع قصب السكر، وهى الآن تابعة للدائرة السنية.