وقال كترمير أيضا نقلا عن التبريزى شارح ديوان المتنبى: ان استادار، كلمة غير عربية، ومعناها فى الأصل: الحاذق فى صنعته، ثم استعملت فى الخصى من الآدميين، وقد تكتب استاد الدار، واستادار، ويقال للجماعة:
استدارية، وهى عند ملوك المشرق على الإطلاق: رتبة من الرتب المعتبرة، وكان ملوك خوارزم يضعون تحت إدارة الاستادار جملة أموال بعضها من الخزنة، وبعضها من المديريات، وتوزع بمعرفته على المخبز والمطبخ، والإصطبلات والخدم، ونحوها بوصلات عليها اثنتا عشرة علامة، مثل علامة الوزير والمشرف (صراف الخزنة) والمفتش والعارض (المأمور بعد العساكر)، وذلك فيما يختص بحشم الملك بخلاف ما يلزم لمصرف السراية فلا يحتاج إلى تلك الوصولات، وقال صاحب مسالك الأبصار، والمقريزى فى ذكر سلاطين مصر من المماليك: كان لاستادار العالية التكلم على جميع السرايات، فيرتب ما يلزم للمطبخ، والمشروبات، والخدم، والغلمان، وكان يمشى فى الأسفار تبع السلطان، ومعه جملة من الغلمان، ويتكلم أيضا على الجاشنكيرية مع أن رئيسهم يساويه فى الرتبة، ويحكم مثله على/مائتين من الرجال، وله أيضا طلب النقود للكسوات ولوازم السرايات، واستمر ذلك إلى زمن السلطان الملك الظاهر برقوق، فقلد الأمير جمال الدين محمود ابن على وظيفة الاستادارية، وأضاف إليه إدارة المالية فى جميع المملكة وما يتعلق بوظيفتى الوزارة وناظر الخاص فكان له التكلم عليهما، وناظر الخاص هو الذى يتكلم على أملاك الملك ودائرته، فصارت وظيفة الاستادارية من حينئذ أعلى الوظائف، حتى وصلت إلى ما كانت عليه الوزارة فى أيام الخلفاء، وقال خليل الظاهرى: إن استادار العالية كان يتكلم على جميع البلاد التى فى ملك السلطان، وكان ايرادها برسم جامكية المماليك والملك، وقال فى كتاب الإنشاء: إن استادار مركبة من كلمتين، استا: ومعناها، الآخذ، ودار: ومعناها، الممسك،