وقد علم من حساب المهندسين وأعمالهم أن محيط هذه البحيرة خمسة وعشرون ألف متر، وأن كمية الماء الداخل فيها فى مدة أربع وعشرين ساعة هو ستمائة ألف متر مكعب، فيكون مقدار ما يوجد فيها بعد امتلائها وتوازن سطح مائها مع سطح مياه البحر الرومى نحو ثمانين مليون متر مكعب، سوى عشرين مليون متر مكعب قيمة ما تتشربه الرمال، وما يتبخر بحرارة الشمس، وتكون مدة امتلائها ستة أشهر، فيكون مقدار ما دخلها إلى غاية هذه المدة مائة مليون متر مكعب. ومع ذلك صارت المراكب تمر فى الخليج والبحيرة قبل تمام تلك المدة، وصار ينقل عليها من بعض المحطات إلى/بعض، ومن بورت سعيد إليها ما يلزم للعمال من مأكل ومشرب، وما يلزم للأعمال من مهمات وأدوات إلى غير ذلك، ومن حينئذ زالت الصعوبات التى كانت ملمة بالشركة فى مبدأ الأمر.
[[الإسماعيلية والسويس وبورت سعيد]]
وأخذت الشركة فى إحداث مدينة عند بحيرة التمساح، عرفت أولا بمدينة التمساح، ثم سميت «الإسماعيلية»، باسم جناب إسماعيل باشا الخديو السابق، إيثارا لبقاء اسمه. وكثر وفود الناس من تجار وغيرهم على برزخ السويس، وسكن كثير منهم ببورت سعيد فى مساكن اتخذوها من الخشب وكسوها بالحصر، وبلغ عدد هذه المساكن مائة وخمسين دارا لسكنى الإفرنج خاصة، سوى المساكن التى اتخذها غيرهم من العمال واستوطنوها، حتى صارت قرية عرفت بعد ذلك «بقرية العرب».
وكان ببورت سعيد مخازن كبيرة ومصانع لعمارة الآلات والكراكات، ومستشفى لمعالجة المرضى، وكنيستان: إحداهما للروم، والأخرى للكاثوليك، وجامع للمسلمين. وكذلك حصلت عمارات ومنازل فى باقى المحطات، كمحطة القنطرة، فقد بنى بها منازل من الطوب، ومستشفى، ومخازن. وكذلك الفردان والقرش والإسماعيلية. وحدث بالإسماعيلية أيضا قرية تعرف الآن «بقرية العرب» سكنها كثير من الأهالى.