وفى حجة أخرى فى سنة اثنتين وسبعين، أنه استحوذ على أماكن بخط المدابغ القديم داخل درب الفواخير قريبا من مدرسة الخواجا كريم الدين. وفى أخرى أنه وقف الفسقية والحوض المستجد ببركة الحاج، والساقية ذات الثلاثة أوجه المعروفة بالقاضى عبد الباسط، والمصلى والمقعد الذى عليها والمغطس ومحلات أخر، وأنه يصرف كل سنة سبعة آلاف وخمسمائة وأربعين نصفا فى ثمن ماء عذب لصهريج باب الخرق، وسبعة آلاف نصف لإدارة ساقية البركة وملء الحوض لشرب الحجاج ودوابهم، وثمن ثورين وثمن فول وتبن.
ورتب هناك جراية ثلاثين رغيفا كل يوم، زنة الرغيف أربعة أواق، وجعل على سبيل باب الخرق مكتبا يصرف لمن به من الأيتام والمؤدب عشرون رغيفا، وللمزملاتى ثمانية أرغفة كل يوم، ويصرف لهم كسوة كل سنة قميص خام ولفافة، ولكل واحد أربعون نصفا، وللفقيه كسوة وثمانون نصفا غير أجرة الخياطة، وثمن حصر وسلب وسفنج وغيره، ورتب لسبيل حارة اليهود ثلاثمائة نصف، وثمن بقرة تذبح وتفرق على الأيتام والخدمة بالسبيلين، ولعشرة يقرؤون ختمة كاملة كل يوم خمسة عشر نصفا، وللداعى زيادة خمسة أنصاف، ولخادم الربعة منهم خمسة أنصاف، ولاثنين يقرآن على قبره عشرون نصفا فى الشهر، ولثلاثة يقرؤون بمنزله ثلاثون فى الشهر.
[جامع الحنفى]
هذا الجامع بخط الحنفى بين سوق مسكة وسويقة اللالا. أنشأه الأستاذ شمس الدين أبو محمود محمد الحنفى بجوار داره فى سنة سبع عشرة وثمانمائة-كما فى المقريزى-وله ثلاثة أبواب: أشهرها المفتوح على الشارع، يعلوه شباك من الخشب الحرط دقيق الصنعة، وبجواره على يسار الداخل مدفن الشيخ عمر شاه والشيخ عمر الركنى، ومكتب لتعليم الأطفال وسبيل، والآخران عن يسار المصلى/يفتحان على درب أبى طبق، وأعمدته من الرخام وأرضه مفروشة بالحجر النحيت، وقبلته بالقيشانى، وبجوارها زنار خشب مكتوب عليه مع أبيات من بردة المديح: جدد هذا المسجد من فضل الله تعالى الأمير سليمان أفندى تابع أفندينا محمد على باشا فى شهر رمضان سنة ألف ومائتين وسبعة وثلاثين، وبأعلى القبلة حجر أحمر عليه كتابة عسرة القراءة، وبه بئران قديمتان: إحداهما فى الإيوان الصغير البحرى، كان يملأ منها حوض الحنفية، وكان بجوارها قبة أزالها بعض النظار وسد فم البئر بالحجر، وكانت تسمى بئر الكرامة. والثانية تجاه باب المقصورة بجوار العمود، يستشفون بمائها ويتبركون بالشرب منها، ويزعمون أنها من ماء زمزم، ولها فم ضيق عليه غطاء من خشب