من ريع أوقافه إلى اليوم، وبلصقه سبيل يعلوه مكتب تابع له، وبهذا الدرب أيضا من الدور الكبيرة دار الأمير سليم باشا أباظه، ودار الأمير إبراهيم باشا جركس، وهى دار الأمير يوسف جربجى صاحب الجامع المذكور، ودار أحمد باشا الطويجى، ودار المرحوم مراد بيك ودار الأمير مصطفى بيك فرحات، ودار الأمير رستم بيك، فى مقابلتها جبّاسة تعرف بجباسة درويش مصطفى، معدة لبيع الجبس وطحنه، ودار الأمير أمين باشا الأزمرلى، وسراى الهياتم، الجميع بجنائن، ما عدا دار الأمير مصطفى بيك فرحات، وبجهة اليسار أيضا حارة الميضأة، تجاه ضريح سيدى البرمونى.
[جامع الأستاذ الحنفى]
وبهذا الشارع من الجوامع الشهيرة جامع الأستاذ الحنفى، أنشأه الأستاذ شمس الدين أبو محمود الحنفى بجوار داره فى سنة سبع عشرة وثمانمائة، كما ذكره المقريزى، وجعل له ثلاثة أبواب، أشهرها المفتوح على الشارع، وعن يسرة الداخل به مدفن الشيخ عمر شاه، والشيخ عمر الركنى، وسبيل ومكتب لتعليم الأطفال، وفى سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف جدده الأمير سليمان أفندى تابع العزيز محمد على باشا، كما هو منقوش بجوار قبلته، وفيه بئران قديمتان، إحداهما بالإيوان الصغير البحرى، وكانت تسمى بئر الكرامة، قد سد فمها بالحجر بعض النظار، والأخرى تجاه باب المقصورة بجوار العمود، يستشفون بمائها ويزعمون أنها من ماء زمزم، وهى دائما مغطاة لا تفتح إلا أيام المولد، وبالجانب الأيمن ضريح السلطان الحنفى، يعلوه قبة مرتفعة، وعليه مقصورة من الخشب المرصع بالصدف والعاج، يعمل له مقرأة كل أسبوع ومولد كل عام، وشعائره مقامة إلى الغاية من أوقافه الكثيرة.
[ترجمة الشيخ صالح أبى حديد]
وبقربه جامع الشيخ صالح أبى حديد، أنشأه الخديو إسماعيل سنة ثمانين ومائتين وألف، بداخله قبره، عليه مقصورة من النحاس، يعلوها قبة مرتفعة، يعمل له حضرة كل أسبوع ومولد كل عام، وشعائره مقامة من ريع أوقافه بمعرفة ديوان الأوقاف، وأنشأ الخديو إسماعيل أيضا تجاهه سبيلا كبيرا يعلوه مكتب عظيم، وترتب فيه مؤدبون وخوجات لتعليم جميع الفنون التى تدرس بالمدارس، وصار الآن من المكاتب الأهلية التى تحت إدارة ديوان