القاهرة أن يقيم به نائبا عنه للكشف عما يباع فيه من المعايش، ثم قال: وقد أدركنا المريس على غاية من العمارة، إلا أنه اختل منذ حدثت الحوادث من سنة ست وثمانمائة، وبه الآن بقية من فساد كبير. (انتهى).
(قلت): فيؤخذ من كلام المقريزى أن بستان الخشاب كان بعض هذا الحكر، ومحله الآن الأرض الواقعة أمام قصر العينى والقصر العالى، المحددة بالخليج والشارع المارّ تجاه منزل أحمد باشا راشد إلى القصر العالى، ولعل تسميته بالمريس فى زمن المقريزى أخذت من سكن السودان به، وعملهم المزر المسمى أيضا بالمريسة، ويظهر أن مساكن السودان كانت ممتدة على جانبى الخليج إلى أن تتصل بمبانى البلد محل منزل أحمد باشا راشد، ومنزل حافظ بيك، وإلى شارع السيدة زينب الموصل للأرض التى بها مسجد زين العابدين المعروفة قديما بالأرض الصفراء كما ذكر ذلك المقريزى عند الكلام على قطائع ابن طولون.
وأما الجامع الذى أنشأته الست حدق فى محل منظرة السكرة فقد ذكرناه فى غير هذا الموضع من هذا الكتاب أن محله الآن عمارة حسن باشا راسم الواقعة تجاه بيت داود باشا يكن وبيت يوسف باشا فهمى، غربى بيت أحمد باشا المذكور.
وبداخل حارة سوق مسكة أيضا حارة الزعفران، وعطفة الفرن وحارة النصارى، بداخلها دار خورشيد باشا السنارى، وعطفة الخمارة، وعطفة خلف، وعطفة السمك ودرب الأسطى، وبعد حارة سوق مسكة عطفة تعرف بعطفة الشربجى، بها بيت جاهين بيك بداخله جنينة، ثم العطفة السد، ثم عطفة الحمام، عرفت بحمام مصطفى بيك الذى بداخلها، وهو برسم الرجال والنساء، وبقربه جامع ابن إدريس، أنشأه السيد أحمد بن إدريس الشافعى القاسمى فى سنة إحدى ومائتين وألف، بداخله قبره عليه مقصورة من الخشب، ويعمل به حضرة كل أسبوع ومولد كل عام، وشعائره مقامة من ريع أوقافه إلى الآن، وبقربه دار ورثة المرحوم محمد بيك الدغستلى، بها جنينة.
وأما جهة اليسار فبها عطفة القماش، وعطفة الجردلى التى بها دار إسماعيل باشا الفريق، وعطفة قفص الوز، وعطفة النقلى، ودرب الهياتم، وهو درب كبير بداخله الجامع المعروف بجامع الهياتم، أنشأها الأمير يوسف جربجى فى سنة سبع وسبعين ومائة وألف، وشعائره مقامة