للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما إذا مات أحد من غير هذه العائلة فإن محزنته تكون فى الحارات أسبوعا فأقل ويأتيهم الطعام والقهوة من بيوت أهالى البلد فلا يخرج أهل الميت من بيتهم طعاما فى تلك المدة-وهذه العوائد فى كثير من البلاد بحيرة وصعيدا.-ومن عوائد هذه القرية زيارة القبور يوم الخميس، فتخرج قراء البلد ويجتمعون فى المقابر ويقرؤون عند كل قبر، ويجمعون المتحصل من الصدقات جليلها وقليلها من طعام وغيره ثم يقتمسونه آخر النهار، ولا يتركون قبرا بلا قراءة عليه ولو بلا صدقة.

ثم فى شرقى هذه البلدة على نحو ساعة تل مرتفع يسمى تل اليهودية يذهب إليه السياحون وغيرهم فيجدون به من الآثار القديمة وصور الحيوانات شيئا كثيرا وربما يجدون قطعا من الذهب أو الفضة وتأخذ منه أهالى البلاد المجاورة كثيرا من السباخ.

[(مريوط)]

هذه المدينة كانت تسمى قديما نفايات وذكر كترمير: أنها لم تسم باسم مريوط إلا فى كتب القبط الحادثة، وفى الكتب القديمة كان يطلق هذا الاسم على جميع الليبيا.

وكان بقربها فى الصحراء كنيسة باسم مينا الذى هو من أهالى نيكيوس وكان محترما عند أهالى ليبيا. وفى الكتب العربية أطلق هذا الاسم على مدينة واقعة فى النهاية الغربية من أرض مصر وأطلق عليها مؤلفو العرب اسم ليبيا.

وقال المقريزى: أن أرض هذه المدينة وأرض مراقية والإسكندرية تشتمل على مائة وأربعة وعشرين قرية غير الكفور. وذكر فى موضع آخر: أن المسافر بعد مفارقة أرض ليبيا يدخل أرض أنطيوليس يعنى برقة.

وذكر كل من القضاعى والمسعودى خط ليبيا فى مؤلفاتهما.