وقال المقريزى عند ذكر رمل القرابى: أن مدينة مراقية كورة من كور مصر الغربية وهى آخر حد مصر، وفى آخر أرض مراقية تلقى أرض أنطابوليس وهى برقة وبعدها عن مدينة سنتريه (سيوه) نحو بريدين. وكان قطرا كبيرا به نخيل كثير ومزارع وبه عيون جارية وبها إلى اليوم بقية، وثمرها جيد وزرعها إذا برز ينبت من الحبة الواحدة من القمح مائة سنبلة. وكذلك الأرز بها جيد. وبها إلى اليوم بساتين متعددة.
وكانت مراقية فى القديم من الزمان يسكنها البربر الذين نفاهم داود ﵇ من أرض فلسطين فنزلها منهم خلائق، ومنها تفرقت البربر فنزلت زناتة ومقيلة وخريسية الجبال، ونزلت لواتة أرض برقة، ونزلن هوّارة طرابلس الغرب، ثم انتشرت البربر إلى السويس.
وقال فى ذكر فتح الإسكندرية: إنه كان فى مريوط واقعة مع سيدنا عمرو ابن العاص والأروام. كانت النصرة فيها للمسلمين.
قال: وقال ابن الحكم: حدثنا يزيد بن أبى حبيب: أن المقوقس الرومى الذى كان ملكا على مصر صالح عمرو بن العاص على أن يسير من الأروام من أراد المسير ويفر منهم من أراد الفرار على أمر قد سماه، فبلغ ذلك هرقل ملك الروم فسخط أشد السخط وبعث الجيوش فأغلقوا أبواب الإسكندرية وآذنوا عمرا بالحرب، وخرج عمرو بالمسلمين حين أمكنه الخروج، وخرج معه جماعة من رؤساء القبط وقد أصلحوا لهم الطرق وأقاموا لهم الجسور والأسواق وصارت لهم القبط أعوانا على قتال الروم. واستعدت الروم واستجاشت وقدمت عليهم مراكب فيها جمع عظيم من الروم بالعدة والسلاح.
فسار عمرو من الفسطاط إلى الإسكندرية فلم ير منهم/أحدا حتى بلغ مريوط، فلقى فيها طائفة من الروم فقاتلهم فهزمهم الله، ومضى عمرو بمن معه حتى التقى مع جمع الروم بكوم شريك فاقتتلوا ثلاثة أيام ثم فتح الله على المسلمين وولى الروم أكتافهم. انتهى.