وفى كتاب الروضة الزاهرة فى أخبار مصر وملوكها الفاخرة، قال الواقدى:
لما عبر جيش المسلمين من الجانب الغربى أمر عمرو بن العاص خالد ابن الوليد أن يسير خلف أرسطوليس بن المقوقس، وعين معه جيشا كثيرا وأمره أن يقاتل كل من خرج عن طاعته.
فارتحل خالد بالجيش وقد جعل على مقدمته يوقنا صاحب حلب فى بنى عمه، وهم فى أحسن زىّ على زىّ الروم حتى نزلوا على مريوط.
وفى حسن المحاضرة: أن عمرو بن العاص هو الذى توجه إلى فتح الإسكندرية وقتال أرسطوليس، وكان عبد الله بن عمرو على المقدمة، وحامل اللواء وردان مولى عمر بن الخطاب، وصلى عمرو صلاة الخوف ثم فتح الله على المسلمين بعد أن قتلوا من الكفار مقتلة عظيمة وكان ذلك عند مدينة الكريون
وما يشبه أن يكون من الخرافات ما حكاه الواقدى قال: لما بلغت الأخبار المرمدان الساقى الذى تركه أسطوليس على مريوط فى ثلاثة آلاف فارس حصن مدينة مريوط ومنعها وزاد فى خندقها، ثم نزل عليه خالد بن الوليد بالمسلمين وبعث إليه يوقنا بعشرين فارسا من بنى عمه فقال لهم المرمدان: ما الذى أتى بكم؟ فقال يوقنا: إن أمير المسلمين يقول لك: إما أن تسلّم المدينة للمسلمين ولك مالك وأهلك، وإما أن تسلم فلك ما لنا وعليك ما علينا ونجعلك أمير مدينتك كما أنت.
فضحك المرمدان وقال: وحق دينى ما كنت ممن يخون الملك فى بلده، ولا أفلح من دخل معكم وستعلمون على من تدور الدوائر ومن يكون منا المقبول فى الآخرة، ثم إنكم يا معشر الروم كفرتم بالمسيح ولذتم بهؤلاء العرب الجياع العراة.
ثم صاح برجاله وقال: خذوا هؤلاء اللئام وضعوهم فى الأغلال، فقبضوا عليهم. وكان سلاحهم قد أخذ منهم حين دخلوا دار الإمارة، ثم أوثقهم