للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالحديد وألقاهم فى بيت مظلم فى داخل دار الإمارة، وأقام ينتظر غفلة من أصحابهم حتى يسيرهم إلى الملك بالإسكندرية، ووكل بهم جارية من خواصه اسمها زين.

فلما جن الليل واشتغل المرمدان وغلمانه بالشراب وسكروا، أقبلت الجارية إلى الباب وفتحته وقالت ليوقنا وأصحابه: لا خوف عليكم أنا أخت مارية التى أهداها المقوقس لنبيكم ، وأريد أن أحلكم من الوثاق بشرط أن توصلونى إلى مدينة نبيكم. فقال يوقنا: نفعل إن شاء الله لكن يجب على العاقل أن يخاف فى موضع الأمن وهل تعرفين لهذه المدينة باب سر؟ فقالت:

نعم، وإنه فى وسط دار الإمارة لا يعلم به إلا أنا والملك وخواصه، وهو يفتح على سرداب تحت الأرض يوصل إلى ظاهر المدينة فى وسط المقابر وعلى بابه الذى فى المقابر قبة كبيرة على ثمانية أعمدة وفى القبة قبر يظن من رآه أنه قبر بعض الملوك.

ثم أشرفت الجارية على المرمدان ومماليكه فوجدتهم صرعى من الخمر فتركتهم ومضت تريد فتح السرب، وإذا هى بحس فيه ففزعت ووقفت تسمع، ثم قالت: من أنتم؟ فقال لها قائل: أنا ابن المرمدان افتحى ولا تعلمى أبى.

ففتحت فإذا هم أصحاب رسول الله فقبضوا على الجارية فقالت: يا قوم دعونى فإنى أردت أن أفتح هذا الباب وأخرج إليكم وأعلمكم حتى تنهضوا إلى المدينة وتملكوها والله تعالى قد أتى بكم وأنا أخت مارية زوجة نبيكم .

ففرح خالد وقال: أين أصحابنا؟ فدلتهم عليهم، فحلوا وثاقهم واخترقوا دار الإمارة فوجدوا المرمدان فى سكرة فقبضوا عليه وعلى غلمانه وأوثقوهم وأخذوا ما كان عندهم من السلاح.

وأمر خالد أصحابه أن يملكوا السور ففعلوا وقبضوا على الحرس والرجال الذين به ونزلوا إلى باب المدينة، وكان لها باب كبير فكسروا الأقفال وأزالوا السلاسل.