وعمره عمارة متقنة بحيث صار الذى يتحصل من ريعه يفى لأهل الريع بالقدر الذى كان يتحصل لهم من جميعه انتهى.
[جامع جنبلاط]
هو بشارع درب الحجر من ثمن درب الجماميز بجوار منزل الأمير راغب باشا. بناؤه بالحجر الآلة على هيئة شكل مستطيل، وله بابان عن يمين القبلة وشمالها، وبه أربعة أعمدة من الرخام عليها بوائك معقودة من الحجر تحمل سقفا من الخشب النقى، وفى قبلته ترابيع من القيشانى وله منبر من الخشب الخرط ودكة للتبليغ ومنارة، وميضأة وأخلية ومستحم وبئر معينة، وبجواره سبيل يعلوه مكتب ويملأ من الخليج الحاكمى زمن فيضان النيل بواسطة مجراه.
[ترجمة محمد بن قرقماس]
وهذا المسجد أنشأه مدرسة الشيخ محمد بن قرقماس فى القرن التاسع، وله به قبر عليه مقصورة من الخشب، ويعرف بين العامة بالشيخ جنبلاط ولذا اشتهر الجامع بجامع جنبلاط.
ثم جدده الأمير إبراهيم بيك الكبير المعروف بشيخ البلد، وجدد بجواره السبيل والمكتب فى سنه ألف ومائتين وعشرة. وعلى وجه السبيل أبيات تتضمن ذلك، وهو مقام الشعائر تحت نظر الشيخ عبد الله بن أحمد بتقرير تحت يده.
وفى الضوء اللامع للسخاوى: أن محمدا هذا هو ابن قرقماس بن عبد الله ناصر الدين الأقتمرى القاهرى الحنفى، ولد بالقاهرة سنة اثنتين وثمانمائة تقريبا، وبعد حفظ القرآن تعانى الحبك وفاق فيه ثم أعرض عنه، وأخذ القراآت السبع عن مؤدبه ابن الفوال، والفقه والعربية والصرف والمنطق والجدل والأصلين وغير ذلك عن العز بن عبد السلام البغدادى وغيره، وتعانى الأدب وعلم الحرف وصار له ذكر فيهما، وربما قصد بالأسئلة فى الحرف وصنف فيه.
وإذا سئل عن شئ من الضمائر يخرج فيه نظما على هيئة الزايرجة، وخاض بحور الشعر وتقدم عند الظاهر خشقدم وقرره شيخا للقبة بتربته فى الصحراء وجعل له خزن كتبها وغير ذلك.
وصنف زهر الربيع فى البديع زيادة على عشر كراريس، وقسمه تقسيما حسنا وصل فيه إلى نحو مائتى نوع، وهو حسن فى بابه لكن قيل إنه اشتمل على لحن كثير فى النظم والنثر وخطأ فى أبنية الكلمات، وشرحه شرحا كبيرا سماه الغيث المريع، وكتب تفسيرا فى عشرين مجلدا وفيه ما ينتقد، وكذا له الجمان على القرآن سجعا. ونسخ بخطه الفائق كتبا كثيرة صيرها وقفا