الصحراء تأكل من الزرع ولا يتعرض لها أحد فتكون كسوائم الجاهلية ولا يذبحها ناذرها إلا بعد قدرته على عمل وليمة كبيرة أو ليلة ذكر جامعة وكذلك يفعل فى نذور سيدى أحمد البدوى فى أغلب بلاد مصر، ويقطعون ذيول الفحول علامة على أنها منذورة فلا يتعرض لها ويحصل منها إفساد المزارع ويتحرج الناس من أذيتها، ومن رآها فى زرعه لا يزيد على طردها عنه وربما بلغ فحل الجاموس حد الإيذاء بالنطح لكل من لاقاه من آدمى أو حيوان.
وفيها مقامات لبعض الصالحين مثل سيدى جمال الدين وسيدى عبد الله الأنصارى وسيدى على طى، وبها أربعة مكاتب لتعليم أطفال المسلمين وثمان حدائق فيها ثمار كثيرة وأربع سواق معينة عذبة الماء، وأهلها مسلمون وعدتهم ذكورا وإناثا ألفان وثلاثون نفسا، وزمام سكنها خمسة وعشرون فدانا، وزمام أطيانها ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثون فدانا صالحة للزرع، وريها من النيل وفروعه، ولها طريق على الجسر الأعظم الشرقى يمر على منية العبسى حتى يصل إلى ميتبره، وأما تفهنة الصغرى فتسمى الآن تفهنة الأشراف وهى قرية بمديرية الدقهلية من قسم منية غمر فى شرقى بهنيا بنحو ثلاثة آلاف متر وفى غربى الديونية بنحو ألفى متر وبها جامع وقليل أشجار.
ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن على التفهنى القاهرى
وولده الشمس محمد التفهنى
وإليها ينسب كما فى الضوء اللامع (١) عبد الرحمن بن على بن عبد الرحمن بن هاشم الزين أبو هريرة التفهنى القاهرى الحنفى، ولد سنة أربع وستين وسبعمائة بتفهنا قرية من أسفل الأرض بالقرب من دمياط ومات أبوه وكان طحانا وهو صغير فقدم مع أمه القاهرة وكان أخوه بها، فنزل بعنايته فى مكتب الأيتام بالصر غتمشية ثم ترقى إلى عرافتهم وإقراء بعض بنى أتراك تلك الخطة، ونزل فى طلبتها وحفظ القدورى وغيره ولازم الاشتغال ودار على الشيوخ فأخذ عن خير الدين العنتابى إمام
(١) الضوء اللامع ٤/ ٩٨ ط المقدسى سنة ١٣٥٤ هـ -القاهرة.