وألف، وهو يشتمل على أعمدة من الرخام ومنبر من الخشب وله مطهرة وأخلية ومنارة وشعائره مقامة، وفيه قبة بها ضريحان: أحدهما لمحمد الخليفة، والآخر لشجرة الدر منقوش على بابها:
هذا ضريح بالخليفة قد زها … وتزخرفت أوصافه للناس
حسنت عمارته وقالت: أرخوا … يهنيكم فخرا بنى العباس
١٣٥ ٨٨١ ٦٢ ١٦٤ - سنة ١٢٤٢
يعنى سنة ألف ومائتين واثنتين وأربعين.
وبالقبة محراب منقوش عليه آية الكرسى وبدائرها إزاران من الخشب منقوش فى أحدهما اسم شجرة الدر والدة الملك المنصور خليل ابن الصالح بن المظفر ابن الملك الكامل بن محمد بن بكر بن أيوب، وبأسفل المنارة لوح مصنوع من الجبس مكتوب فيه تاريخ سنة تسع وخمسمائة، وخارج الجامع مصطبة يصلى عندها على أموات المسلمين الذين يمر بهم من هذا الشارع.
[ترجمة شجرة الدر]
وشجرة الدر: هى الملكة عصمة الدين أم خليل شجرة الدر سرية السلطان الملك الصالح نجم الدين أبى الفتوح أيوب وأم ولده السلطان خليل.
ومن أمرها أنها لما مات الملك الصالح نجم الدين أيوب بناحية المنصورة فى قتال الفرنج قامت بالأمر وكتمت موته واستدعت ابنه توران شاه من حصن كيفا، وسلمت إليه مقاليد الأمور وتسلطن بقلعة دمشق فى رمضان سنة سبع وأربعين وستمائة، وقدم إلى الصالحية وأعلن يومئذ بموت الصالح ولم يكن أحد قبل ذلك يتفوه بموته، بل كانت الأمور على حالها والخدمة تعمل بالدهليز والسماط يمد وشجرة الدر تدبر أمور الدولة، وتوهم الكافة أن السلطان مريض ما لأحد إليه وصول، ثم أساء السلطان توران شاه تدبير نفسه فقتله البحرية بعد سبعين يوما من ولايته وبموته انقضت دولة بنى أيوب من مصر، ثم أجمع المماليك البحرية على أن يقيموا بعده فى السلطنة سرية أستاذهم شجرة الدر فأقاموها وحلفوا لها فى عاشر صفر ورتبوا عز الدين أيبك التركمانى مقدم العسكر فسار إلى قلعة الجبل وأنهى ذلك إلى شجرة الدر؛ فقامت بتدبير المملكة وعلّمت على التواقيع بما مثاله والدة خليل ونقش على السكة اسمها ومثاله المستعصمة الصالحية ملكة المسلمين والدة المنصور خليل خليفة أمير المؤمنين وخلعت على المماليك البحرية وأنفقت