يقولون: بئر العظمة فكره أن يكون فى القصر دير فنقل العظام التى كانت به والرّمم إلى دير بناه فى الخندق؛ لأنه كان يقال: أنها كانت عظام جماعة من الحواريين وبنى مكانها مسجدا من داخل السور يعنى سور القصر وقال جامع سيرة الظاهر بيبرس.
وفى ذى الحجة سنة ستين وستمائة ظهر بالمسجد الذى بالركن المخلق من القاهرة حجر مكتوب عليه: هذا معبد موسى بن عمران-﵇-فجددت عمارته وصار يعرف بمعبد موسى من حينئذ، ووقف عليه ريع بجانبه وهو باق إلى وقتنا هذا انتهى ويعرف الآن بزاوية معبد موسى.
[مسجد نجم الدين]
قال المقريزى: هذا المسجد ظاهر باب النصر. أنشأه الملك الأفضل نجم الدين أبو سعيد أيوب بن شاذى بن مروان الكردى والد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وجعل إلى جانبه حوض ماء للسبيل ترده الدواب فى سنة ست وستين وخمسمائة.
[ترجمة نجم الدين]
ونجم الدين هذا قدم هو وأخوه أسد الدين شيركوه من/بلاد الأكراد إلى بغداد، وخدم بها وترقى حتى صار دزدارا بقلعة تكريت ومعه أخوه، ثم انتقل عنها إلى خدمة الملك المنصور عماد الدين أتابك زنكى بالموصل فخدمه حتى مات؛ فتعلق بخدمة ابنه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى فرقاه وأعطاه بعلبك وحج من دمشق؛ فلما قدم ابنه صلاح الدين يوسف بن أيوب مع عمه أسد الدين شيركوه من عند نور الدين محمود إلى القاهرة، وصار إلى وزارة العاضد بعد موت شيركوه قدم عليه أبوه نجم الدين فى جمادى الآخرة سنة خمس وستين وخمسمائة، وخرج العاضد إلى لقائه وأنزله بمناظر اللؤلؤة؛ فلما استبد صلاح الدين بسلطنة مصر بعد موت الخليفة العاضد أقطع أباه نجم الدين الإسكندرية والبحيرة إلى أن مات بالقاهرة سنة ثمان وستين وخمسمائة من سقطة عن ظهر فرسه خارج باب النصر، فحمل إلى داره فمات بعد أيام.