أوله من مسجد المشهد الحسينى من الجهة البحرية، وآخره شارع السكة الجديدة من عند التقاطع.
[الجامع الحسينى]
عرف بذلك لأن به ضريح الإمام الحسين ﵁ داخل جامعه المعروف به، وهو جامع كبير عامر شهير أنشئ حيث مشهد الإمام الحسين بن على بن أبى طالب ﵁ أنشأه له الفاطميون سنة تسع وأربعين وخمسمائة على يد الصالح طلائع بن رزيك فى خلافة الفائز بنصر الله، وقد بسطنا الكلام عليه عند الكلام على جوامع القاهرة من كتابنا هذا، ولكن نذكر لك نبذة صغيرة مما ذكرناه هناك فنقول:
هذا المسجد هو الحرم المصرى والمشهد الحسينى المنفرد بالمزايا السنية والأنوار الحسينية، اعتنى الأكابر والأمراء فى كل عصر بعمارته وزخرفته وإعلاء شأنه وفرشه بالفرش النفيسة وتنويره بالشموع والزيوت الطيبة فى قناديل البلور ونجفاته، ورتبوا له فوق الكفاية من الأئمة والمؤذنين والبوابين ونحوهم وقرّاء لقراءة القرآن والدلائل والتوسلات، ووقفوا عليه أوقافا جمّة يبلغ إيرادها الآن نحو الألف جنيه فى السنة. وآخر من عمرّه قبل عمارة الخديو إسماعيل هذه الأمير عبد الرحمن كتخدا، فإنه فى سنة خمس وسبعين ومائة وألف أجرى فيه عمارة عظيمة وزاد فى تحسينه ورونقته.
[مطلب تجديد الجامع الحسينى وتاريخ بنائه]
ولما أخذ الخديو إسماعيل بزمام ولاية مصر سنة تسع وسبعين ومائتين وألف أمر بتجديده وتوسعته، وندبنى لعمل رسم يكون وافيا بمقصوده، فبذلت الهمة فى ذلك، وعملت له رسما لائقا، وجعلت شكله قائم الزوايا، وجعلت حده القبلى هو استقامة الحد البحرى للقبة، وحده البحرى هو الحد البحرى للصحن الذى به الحنفية اليوم، ويصير هذا الصحن من