بئرين فى الشمال الشرقى لجبل الحلة بالقرب منه، ماؤهما عذب، وعمقهما نحو خمسة وستين مترا، وهو جبل مرتفع، يرى من مسيرة ثلاثة أيام.
والحلة بلدة تحت سفحه من الشمال الغربى لذلك الجبل، وهى مركز ناظر القسم، ثم تسير فى طريق واضح، وأشجار مثل ما تقدم، فتحط عند بئر مسرة فى جنوب جبل مسرة، وهى بئر عذبة الماء عمقها نحو أربعين مترا، ومسرة حلة بقرب البئر مساكنها كمساكن فوجة، وكذا مزروعاتها إلا أن أهلها ينتقلون مع الأمطار، ثم تسير من حلة مسرة، فتمر بعد نحو خمس ساعات ببئر تاسومة عند جبل تاسومة، ثم تبيت على غير ماء، ثم تسير فى طريق واضح، فتمر بعد نحو خمس ساعات على آبار أم غالى، وهى خمس وثلاثون بئرا عمقها من سبعة أمتار إلى ثمانية، وعندها يوجد الحمام البرى، ثم تبيت على آبار ناحية أرقد، وهى أربعون بئرا عذبة الماء فى وادى أرقد عمقها من ثمانية أمتار إلى تسعة.
وأرقد بلد بها ناظر القسم، ومساكنها وأهلها مثل ناحية فوجة وترد عليها قافلة هذا الطريق، والطريق الآخر، ثم تسير فتبيت على غير ماء ثم تسير فتحط فى فاشر دارفور مركز الحكمدارية.
[الكلام على فاشر دارفور]
والفاشر قصبة بلاد دارفور ومركز حكمداريتها، مساكنها وسقوفها مثل مساكن فوجة (فى التكلات والركوبات وظهر الثور). وفيها أبنية من الطوب مسقفة بالأفلاق، وهى للأكابر كعائلة السلطان، وفيها ديوان المديرية والضبطية، وعملت فيها استحكامات خفيفة من الأتربة على هيئة بالنقة رباعية بأسطوانات، وبدائرها خندق صغير، وبداخل الاستحكامات قشلاقات للعساكر المقيمين بها، وهما أورطتان من البيادة والطوبجية السواحل القلاعية وفى جنوب الاستحكامات بيت الجباية، وهو بيت السلطان إبراهيم، عبارة عن