للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعة حيشان متسعة متوالية فى أحدها جملة أود متلاصقة مبنية بالآجر واللبن على دور واحد، ومسقفة بخشب النخل، ويحيط بتلك الحيشان سور مربع الشكل تقريبا، مبنى من الطوب فى ارتفاع ستة أمتار، وبجوار محل الحكمدارية عملت طبخانة، وصمم على عمل مبان أخر للمستخدمين وما يلزم للمديرية، وفيها سوق دائم فيه خيام صغيرة، كخيام أسواق ريف مصر يباع فيه ما يجلب من مصر وخلافها، كالعطارة والثياب، وما يحتاج إليه الحاضر والمسافر، وفى جنوب هذا السوق سوق آخر تباع فيه الحيوانات واللحم وقليل من السمن، ويباع فيه الدخن والبامية، والقطن والنطرون، والملاح والبطيخ والكول والحمر، والكبيجات والأزيار، والأبراش والأطباق، والحطب والشطيطة، والتمر الذى يجلب من بلاد دنقلة، وثمر القظيم، وتمر الطبند، والودك، وقليل جدا من عسل النحل يجلب من جبال مورو من مركز دارفور ويباع فيه البصل والبامية والبوزة والعرقى، والعملة عندهم مثل ناحية فوجة وأم شنقة، وكذا مزروعاتهم، وقد زرع هناك بعض الضباط المصريين نوع الفجل والملوخية، فلم يصلح منهما إلا القليل جدا؛ بسبب قلة الماء هناك، ويوجد فيها تجار من الأروام، يأتون من جهة كردفان أو الخرطوم أو مصر يبيعون بها الملبوسات الإفرنجية والمفروشات وكثيرا مما يباع بالقاهرة، وتأتى تجار من الشوام يبيعون فيها بعض بضائع الشام، وكلا الفريقين يقيمون بزرابى من الحطب بداخلها مخازن مبنية بالطوف ومسقفة بخشب النخل، وأهل البلد يبيعون عليهم ريش النعام والخروس الذهب يجلبونها من بلاد وارى، وهى/ بلاد أخصب من دارفور، وأما الطريق الأخرى من دنقلة العجوز وإلى دارفور، وهى الطريق المعتادة لسير القوافل، فهى أسهل من هذه التى وصفناها، وأوضح منها، ومعلمة بالجبال التى ترى من مسافات بعيدة، وليس بها أشجار تضر بالقافلة، ولا حيوانات مفترسة، ومواردها التى تستقى منها القافلة هى موارد الطريق الأخرى بعينها، والخبراء جميعا لهم خبرة تامة بالطريقين، ووادى