وحارة القربية المذكورة من الحارات القديمة، سماها المقريزى بحارة المنصورية فقال:
هذه الحارة كانت كبيرة متسعة جدا، فيها عدة مساكن للسودان، فلما كانت واقعتهم فى سنة أربع وستين وخمسمائة أمر صلاح الدين يوسف بن أيوب بتخريب المنصورية هذه وتعفية أثرها، فخربها خطاب بن موسى الملقب صارم الدين، وعملها بستانا.
وكان للسودان بديار مصر شوكة وقوة، فتتبعهم صلاح الدين ببلاد الصعيد حتى أفناهم بعد أن كان لهم فى كل قرية ومحلة وضيعة مكان مفرد لا يدخله وال ولا غيره احتراما لهم، وقد كانوا يزيدون على خمسين ألفا، وإذا ثاروا على وزير قتلوه، وكان الضرر بهم عظيما، لامتداد أيديهم إلى أموال الناس وأهاليهم، فلما كثر بغيهم وزاد تعديهم أهلكهم الله بذنوبهم
قال: وكان موضع المنصورية على يمنة من سلك فى الشارع خارج باب زويلة، ثم قال:
وهى إلى جانب الباب الجديد، يعنى الذى يعرف اليوم بالقوس عند رأس المنتجبية فيما بينها وبين الهلالية، وبعضها-يعنى المنصورية-من جهة بركة الفيل إلى جانب بستان سيف الإسلام ويسمى الآن بحكر الغتمى، وحكر الغتمى يعرف اليوم بدرب ابن البابا تجاه البند قدارية بجوار حمام الفارقانى قريب من صليبة ابن طولون. (انتهى). وذكر أيضا فى ترجمة دار التفاح أنها من حقوق حارة السودان التى خربها صلاح الدين. (انتهى).
(قلت): ودار التفاح موضعها اليوم الوكالة والأماكن التى بجوار تكية الجلشنى من الجهة الشرقية، فيؤخذ من هذا أن حارة المنصورية كان أولها من عند باب زويلة بحارة القربية، وكانت تمتد إلى ما وراء الباب الجديد الذى محله الآن بقرب عطفة الدالى حسين التى هى حارة المنتجبية. وقوله إن بعض المنصورية كان بجانب بستان سيف الإسلام يفيد أن حارة المصامدة قطعة منها، وترجمته للمصامدة على حدتها يفيد أنها مستقلة عنها، فلعل الاستقلال يفيد أنها مستقلة عنها، فلعل الاستقلال وقع بعد الانفصال، وقد بسطنا الكلام على حارة المصامدة بشارع الحلمية، فانظره هناك، والله الموفق للصواب.
[بستان سيف الإسلام]
وأما بستان سيف الإسلام فقال المقريزى فى ترجمته: خط ابن البابا هذا الخط يتوصل إليه من تجاه المدرسة البندقدارية بجوار حمام الفارقانى، ويسلك فيه إلى خط واسع يشتمل على