عمارتها سكن بها إلى أن مات سنة تسع وتسعين وسبعمائة. (انتهى). قلت ويغلب على الظن أن موضعها الآن الدار الكبيرة التى تجاه مطهرة جامع السلحدار مع ما حولها من الدور والزوايا الصغيرة إلى الزاوية التى بها قبر جعفر، بل الحارة بما فيها من الدور المتقابلة يمينا وشمالا إلى الجامع الذى هناك من حقوق دار المظفر.
وكان وراء هذه الدار رحبة كبيرة تسمى رحبة الأفيال يقال فى أيام الخلفاء الفاطميين كانت تربط بها أمام دار الضيافة. وكان بها بئر لشربها فردمت، وكان أمامها رحبة كبيرة أيضا فاجتمعت هذه الحارة من دار المظفر وهاتين الرحبتين وانضم إليها من جهة خط الخرنفش رحبة كبيرة فيها باب الحارة ومسجد الأتربى ورحبة مازن ورحبة أقوش الرومى السلحدار الناصرى، فصارت حارة كبيرة جدا، حدّها طولا من باب سويقة أمير الجيوش التى يسلك منها إلى باب القنطرة-أى باب الشعرية-إلى باب الخرنفش الذى يسلك منه إلى خميس العدس وحارة اليهود، وحدّها عرضا يختلف فى الضيق والسعة، وأبوابها ثلاثة: الباب الكبير بجوار جامع السلحدار، وهذا الباب مع الجامع والسبيل وما وراءهما من البيوت إلى المسجد القديم الذى بداخل الحارة من حقوق الرحبة التى كانت أمام الحارة. والباب الثانى عن يمين السالك من باب الخرنفش طالبا حارة اليهود بجوار مسجد الأتربى. والباب الثالث على يسار الداخل من الحارة الكبيرة التى تجاه جامع الشعرانى.
[وكان بها من الدور الكبيرة]
[مطلب دار ابن عبد العزيز]
دار ابن عبد العزيز، وكانت على يمنة من سلك من باب الحارة طالبا حمام الرومى ابتدأ عمارتها فخر الدين أبو جعفر بن الكويك ناظر الأحباس-ومات ولم تكمل، وصارت لامرأته وابنة عمه، فماتت فى رجب سنة ٧٦٢، وقد تزوجت من بعده بالقاضى بدر الدين حسن ابن عبد العزيز السيروانى، فانتقلت إليه، فلما مات فى سنة ٧٧٤ ورثها ابن أخيه عبد الكريم ابن أحمد فباعها لقريبه شمس الدين محمد بن عبد الله بن عبد العزيز، وكملها وسكنها مدة، ثم باعها فى سنة خمس وتسعين وسبعمائة بألفى دينار ذهبا لخوند فاطمه ابنة الأمير منجك، فوقفتها على عتقائها.