وغيرها، ثم يسلك أمامه فيجد عن يمينه الزقاق المسلوك فيه إلى سوق الفرايين الآن، وكان يعرف أولا بدرب البيضاء، وإلى درب الأسوانى، وإلى الجامع الأزهر وغير ذلك. (اه).
(قلت): فيؤخذ من هذا كله أن شارع التبليطة الآن هو درب البيضاء لأنه هو الذى يسلك فيه إلى خط الأسوانى المعروف الآن بشارع لولية، وأيضا هو فى مقابلة الجمالون الكبير المشهور اليوم بالشرم والجمالون.
[[سوق الفرايين]]
ويؤخذ من هذا أيضا أن سوق الفرايين كان بآخر شارع التبليطة، كما يدل عليه قوله، فيجد عن يمينه الزقاق المسلوك فيه إلى سوق الفرايين، وقد علم أن هذا الزقاق هو درب البيضاء المعروف فى وقتنا هذا بشارع التبليطة كما تقدم.
قال المقريزى: وسوق الفرايين هذا كان يعرف قديما بسوق الخروقيين، وكان يسلك فيه من سوق الشرابشيين إلى الأكفانيين والجامع الأزهر، سكن فيه صناع الفراء وتجاره، فعرف بهم، وصار فى هذا السوق فى أيام الملك الظاهر برقوق من أنواع الفراء ما يجل أثمانها وتتضاعف قيمها لكثرة استعمال رجال الدولة من الأمراء والمماليك لبس السمور والوشق والقماقم والسنجاب بعد ما كان ذلك فى الدولة التركية من أعز الأشياء التى لا يستطيع أحد أن يلبسها. (اه).
وقال ابن أبى السرور البكرى: هذا السوق يسلك منه إلى قيسارية الشرب وغيرها، وهو معمور الجانبين بالحوانيت المعدة لبيع الكوافى والطواقى المعدة للصبيان والبنات. قال: وهو الآن يسمى بالطوقجيين من أجل أنه تباع فيه طواق يعملها تجار الأروام من القصب المنسوج، ثم قال: وحدث فى زماننا شئ يسمى طرطور واسع من الأعلى ضيق من الأسفل تلبسه النساء فوق رؤوسهن من الأروام وأولاد العرب، فيباع الطرطور بسبعة قروش إلى ما دونها فصارت كل امرأة من أولاد العرب وغيرهم إن ملكت قرشين إلى ما فوقها تشترى بها طرطورا، حتى نساء الأرياف، وصار بعضهن يبقى فى غاية من الحسن وبعضهن يبقى فى غاية البشاعة، حتى الجوارى بأجناسهن صارت تلبسه، وكان من أكبر البدع الشنيعة. (اه).
وقيسارية الشرب المذكورة هى - كما ذكره المقريزى - كانت تجاه قيسارية جهاركس وقفها السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على الجماعة الصوفية بخانقاه سعيد السعداء. (اه). (قلت): ومحلها اليوم الخان المملوك لمحمد بيك السيوفى تجاه وكالة الزيت.